السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وصديقتي نواجه نفس المشكلة، إحدانا في آخر سنة في الثانوية، والثانية في السنة الأولى من الجامعة.
نعاني من التفكير المستمر في حياتنا، والملل من (الروتين) ونتمنى أن يحدث تغير في حياتنا، تؤثر علينا مشاعرنا كثيرا ونتعب، خصوصا في العلاقات.
أحيانا نتمنى الموت، ليس يأسا من أقدار الله أبدا لكن في الموت راحة من الحياة، ونريد الرجوع للجنة سريعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ b a s حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك وبصديقتك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعينكم على استخدام لحظات العمر الغالية فيما يقرب إلى الله تبارك وتعالى.
أرجو أن يعلم الجميع أن المؤمن يشتاق إلى الآخرة وإلى الجنة وإلى رضوان الله تبارك وتعالى، لكنه في نفس الوقت لا يتمنى الموت ولا يتمنى الذهاب من هذه الدنيا؛ لأنها مزرعة الآخرة وفرصة العمل؛ ولأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله.
نسأل الله أن يطيل أعمارنا وأعماركن في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، إنه على كل شيء قدير.
الإنسان لا بد أن يكسر الروتين والملل بذكر الله تبارك وتعالى، بتغيير مواضع الدراسة، بفتح آفاق جديدة في حياته، من التواصل الاجتماعي مع الخالات ومع العمات ومع المحارم.
كذلك أيضا بالحرص على الإقبال على كتاب الله تبارك وتعالى، وتنظيم الوقت، ويجعل أوقاتا للتلاوة، وأوقاتا للاستراحة، وأوقاتا للدراسة، وأوقاتا للتواصل الأسري، وأوقاتا حرة تمارس فيها بعض الهوايات حتى ولو كان المشي أو الرياضة في داخل البيت، أو في الأماكن المخصصة للنساء.
الحمد لله البلاد الإسلامية الآن فيها مناطق محافظة مستورة مهيئة لمن تريد أن تتمشى وتتريض، وتحاول أن تمارس بعض الهوايات في أمن وأمان، في بيئة نسائية آمنة.
المهم لا بد أن يكسر الإنسان هذا الروتين الذي يمشي عليه، والإنسان سيبتعد عنه الملل إذا أدرك رسالته في الحياة، إذا أيقن أن الواجبات أكثر من الأوقات، إذا أيقن أن هذه الثواني غالية جدا، وأن عليه أن يستخدمها ويستثمرها فيما يرضي الله تبارك وتعالى، والحركة معها بركة.
أختنا الكريمة أنت وصديقتك: اشغلن أنفسكن بالهويات النافعة، وبالمذاكرة الراشدة، وبالتواصل الناجح، ثم بالتأمل المفتوح في كون الله تبارك وتعالى، ثم بالإكثار من الأعمال الصالحة.
لا مانع إذا كان عندكن فائض من الوقت أن تتوصلن مع الجمعيات التطوعية لتقدمن خدمة ونفعا عاما للمسلمين والمسلمات وللناس جميعا، فإن أسعد الناس من يقوم بخدمة الآخرين ومعاونتهم على صعاب الحياة.
أيضا نمي هذا التواصل مع هذا الموقع، ونؤكد أن هناك مواقع إسلامية نافعة يمكن للإنسان أن يعطيها جزءا من الوقت ليستفيد ويتابع وينفع وينتفع من خلال هذه المواقع.
عموما فرص الحياة وفرص التغيير كبيرة، ونتمنى أيضا أن توسعوا دائرة الصداقة، فتكون لصديقتك صديقات أخريات، وتكون لك صديقات أخريات، وتجتمعن جميعا كمجموعة من الصديقات، تتواصلن على الخير وتتعاون على البر والتقوى.
الإنسان ليس من مصلحته أن يحصر حياته أو تحصر حياتها في صديقة واحدة تمرض لمرضها وتحزن لفراقها، ولا تكاد تتصرف إلا بوجودها، هذا قطعا لون من الصداقة لا نريده، وإذا كانت الصداقة تقوم على التقوى والإيمان فما أكثر التقيات وما أكثر المؤمنات وما أكثر الفاضلات.
لا مانع أن تكون هناك صديقة مقربة وصديقات أخريات، حتى يعطي الإنسان لنفسه مساحة في الميدان الاجتماعي، والإنسان كائن اجتماعي بطبعه يصعب عليه أن يعيش وحده.
نكرر ترحيبنا بك وبكن في الموقع، ونعتقد أن من كتبت هذه الأسطر ومن وصلن إلى هذا المستوى الدراسي يستطعن أن يخرجن من دائرة الملل والدائرة الضيقة.
ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.