أريد علاجاً للقلق بعد الخمسين وللأرق

0 604

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا امرأة في الخمسين من عمري، تعرضت لحالة من القلق بحيث كنت أعاني من نبضات في رأسي، وأرق وعدم القدرة على النوم، وتحول إلى وسواس قهري، راجعت طبيبا نفسيا فوصف لي حبوبا منومة مع عقار fluoxetine، ولكني لم أرتح له، أصابني بحالة من الخمول بحيث بت لا أعرف نفسي ولا أين أنا، فذهبت إليه واستبدله بعقار سيبرالكس، نصف حبة 4 أيام، ثم حبة لمدة شهرين، وأنا أكملت الشهرين ومستمرة على نصف حبة صباحا، مشكلتي أني لا أستطيع النوم مطلقا إلا بحبوب lorazesam، كيف أتخلص من الأرق وأنام طبيعيا؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في عمر الخمسين بالنسبة للنساء القلق والتوترات وحتى الوساوس لا بد أن يشوبها شيء من الاكتئاب النفسي، هذا تطور طبيعي، ولذا وجد أن مضادات الاكتئاب هي الأفضل لعلاج مثل حالتك، حتى وإن لم يكن الاكتئاب واضحا ومجسدا وظهرت الأعراض في شكل قلق ووساوس، لذا قام الطبيب بإعطائك الـ (فلوكسيتين Fluoxetine)، والذي ذكرت أنه قد سبب لك الخمول، وهذا أمر مستغرب بعض الشيء، لأن الفلوكستين من الأدوية التي تزيد من مستوى اليقظة والطاقة لدى الإنسان، لكن قطعا هنالك فوارق شخصية بين الناس، لذا كان أثره معاكسا بالنسبة لك، عموما أنت الآن تتناولين الـ (سيبرالكس Cipralex)، وهو دواء ممتاز، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.

الإشكالية –كما تفضلت– هي أن النوم لديك ليس بالمستوى المطلوب، أو أنك تعانين من أرق حقيقي، تحاولين التغلب عليه من خلال تناول حبوب (لورازيبام Lorazepam)، بالرغم من أنه دواء جيد جدا لعلاج الأرق، لكن ربما يتعود الإنسان عليه، لذا الذي أرجوه منك هو مراجعة الطبيب لهذا الأمر، وقطعا سوف يعطيك البدائل، ومن جانبي أود أن أقترح إذا كانت مقابلة الطبيب صعبة، أن تحسني صحتك النومية من خلال:

أولا: تجنب النوم النهاري.

ثانيا: ممارسة رياضة المشي بقدر المستطاع.

ثالثا: عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.

رابعا: تثبيت وقت النوم، هذا أمر ضروري جدا.

خامسا: الحرص على الأذكار خاصة أذكار النوم.

هذه هي المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية تتمثل في أن تبدئي في الخفض التدريجي لحبوب اللورازيبام، مثلا إن كنت تتناولين اثنين مليجرام اجعليها واحد مليجرام، وإن كنت تتناولين واحد مليجرام اجعليها نصف مليجرام، وفي ظرف أسبوعين يجب أن يقطع ويتم التوقف الكامل عن اللورازبام.

لن نتركك بدون بدائل، فلا تنزعجي، والبدائل -الحمد لله تعالى– متوفرة، وهي سليمة وغير تعودية، أفضل بديل من وجهة نظري هو أن تتناولي عقار (ميرتازابين Mirtazapine)، ويعرف تجاريا باسم (ريميرون Remeron) تتناوليه بجرعة خمسة عشر مليجرام –أي نصف حبة– ليلا، هذا دواء رائع جدا لعلاج الاكتئاب النفسي، وفي ذات الوقت يحسن النوم بدرجة كبيرة جدا، لكن ربما يسبب لك بعض الخمول البسيط في الأيام الأولى، فأرجو أن تصبري عليه، كما أنه من المستحسن أن تتناولي الدواء مبكرا حاولي الساعة الثامنة مساء.

يوجد بديل آخر وهو عقار (سوركويل SEROQUEL)، ويعرف علميا باسم (كويتيابين Quetiapine)، يمكن تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، أيضا محسن جميل للنوم، وهنالك الدواء القديم والذي يعرف باسم (إميتربتالين Amitryptiline) أيضا أحد مضادات الاكتئاب المشهورة، والتي تحسن النوم، ويتم تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وتوجد أدوية كثيرة جدا مثل الـ (دوثيابين dothiepin, Dosulepin) والـ (ترايإمبرامين Trimipramine) وكلها معروفة لدى الأطباء، وهي محسنة للمزاج، ومحسنة للنوم في ذات الوقت، فلا تنشغلي -أيتها الفاضلة الكريمة–، وأسأل الله تعالى لك نوما هنيئا.

أرجو أن ترجعي أيضا لكتاب الأذكار للإمام النووي وتتطلعي على باب علاج الأرق، فيه كلام طيب وجميل.

جزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات