أعاني من مشكلة نفسية.. فهل أستخدم أدوية من غير استشارة طبيب؟

0 457

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا سيدة متزوجة وأم، عمري 22 سنة، تعرضت في طفولتي للتحرش مرتين من الأقارب، كذلك كنت أتعرض للضرب المبرح من أخي وأبي وأمي العصبية القاسية.

في أول متوسط تعرضت لصدمة وهي التلاعب بمشاعري، ومن بعدها تدهورت صحتي النفسية، ودراستي، صرت أختلي بنفسي متعمدة، وأتكلم مع أشخاص موجودين في حياتي بصوت غير مسموع، وأرفع صوتي مع الوقت، أو إذا كنت متأكدة أن الباب مقفول، مواضيع عادية، انتقام، دفاع، محاسبة، تخطيط، حركاتي انفعالية، أبكي، أضحك، أضيع وقتي ولم أنجز أعمالي، من اهتمام بنفسي، علاقاتي الاجتماعية، دراستي.

كل خططي فشلت، ولم أتقدم في حياتي الدراسية.

أتخيل وجهي يتشوه، أو ابنتي تصبح معاقة، أو زوجي يموت.

حاليا أعيش في ضائقة مالية، حاولت عمل مشاريع، وحاولت العمل، وكل محاولاتي باءت بالفشل، فدائما هناك عائق.

أعيش في بيت أهل زوجي، ومنبوذة منهم بسبب المشاكل.

حاولت الخروج مما أنا فيه بالقراءة والعبادة، وفشلت.

أريد علاجا متوفرا في السعودية، ورخيص الثمن.

سؤالي: هل آخذ أدوية من الصيدلية من غير وصفة طبية؟ وهل يصلح استخدامه فترة الحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنا أعتقد أن كل الذي بك هو نوع من عدم الاستقرار النفسي الذي أدى إلى ما يمكن أن نسميه بـ (الاكتئاب القلقي) من الدرجة البسيطة، وفي ذات الوقت لديك بعض الأفكار الوسواسية، ولا شك أن الفكر التشاؤمي هو الذي عرقلك كثيرا فيما يخص مسيرة حياتك.

الانقطاع للذات والانزواء والإكثار من حديث النفس وأحلام اليقظة، سمة عادية لدى بعض الناس، لكن قطعا إذا كان فوق المعدل الطبيعي يعتبر حالة أو ظاهرة مرضية مرتبطة بالقلق النفسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة أن تقيمي ذاتك بصورة أفضل، وتقييم الذات ليس صعبا، انظري إلى الأشياء الإيجابية في حياتك، سوف تجدينها كثيرة جدا، أنت بفضل الله - تعالى - متزوجة، وقطعا هنالك أشياء جميلة كثيرة في حياتك.

ما حدث في الماضي نحن لا نقلل من شأنه، جراحات الطفولة لها أثرها السلبي، لكن الإنسان بعد أن ينتشل نفسه نفسيا واجتماعيا، ويطور مهاراته، ويكون في وضعك كزوجة، هنا يجب عليه أن يترك الماضي ويتم التعامل معه كخبرة سالبة يمكن الاستفادة منها في المستقبل بصورة إيجابية.

إذا تقييم الذات مهم وضروري جدا، ويجب أن تفهمي مشاعرك، إذا فهمت مشاعرك بصورة صحيحة وقبلت ما هو إيجابي منها ورفضت ما هو سلبي منها، وحاولت أن تطوري نفسك، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا.

لا تنظري للعيش مع أهل زوجك بتشاؤمية، على العكس تماما من السهل العون بالزوج في هذا الموضوع، وكوني متسامحة، كوني أنت الشخص المحبوب والمفضل بين الجميع، هذا ليس صعبا - أيتها الابنة الكريمة - .

ذكرت أنك حاولت أن تعالجي نفسك بقضاء الوقت بالقراءة والعبادة وفشلت، لا، لا يمكن للإنسان أن يقضي وقته في القراءة والعبادة يفشل أبدا، هذه دعائم وركائز ترفع من المهارات الاجتماعية والنفسية عند الإنسان، ربما لا تستشعرين فائدتها؛ لأن المفاهيم السلبية عندك هي المسيطرة، لأنه لديك الخوف من الفشل دائما، لذا تحسين أنك لن تستفيدي لا من العبادة ولا من القراءة، لا على العكس تماما، أنا أشجعك على هذا المسار، وهو مسار جميل جدا.

عدم التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب ناتج من الحالة النفسية الاكتئابية البسيطة التي تعانين منها. نظمي وقتك، أديري وقتك بصورة جيدة، حاولي أن تلجئي إلى النوم المبكر، مارسي أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، هذا كله سوف يعود عليك بخير كثير ويتحسن التركيز لديك.

أنا أعتقد أنك في حاجة لأحد مضادات القلق والاكتئاب البسيطة جدا، عقار مثل (زولفت Zoloft) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لوسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما - أي نصف حبة – يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك حبة كاملة، يتم تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

الدواء ليس بالمكلف، لكن لست متأكدا هل يحتاج لوصفة طبية أم لا، وأنا أفضل أن تعرضي أمرك على زوجك أيضا، هذا أمر جيد، وليس فيه إضعاف لموقفك أبدا، احكي له أعراضك، ستجدين منه المساندة، كوني لطيفة، كوني متفائلة، كوني إيجابية، ويمكن أن يذهب معك زوجك إلى الطبيب، تقابلين الطبيب مرة أو مرتين، و- إن شاء الله تعالى - ينتهي الأمر على خير.

الأدوية عامة لا نشجع استعمالها في أثناء الحمل خاصة في الأربعة الأشهر الأولى - مرحلة تكوين الأجنة -، في بعض الأحيان تضطر المرأة لتناول الدواء مع الحمل، وهذا له ترتيبات معينة نقوم بها، أي لا بد أن تكون مقابلة الإنسان مباشرة مع الطبيب وليس من خلال الاستفادة من مثل هذه الاستشارات التي قصد بها مساعدة الناس الذين لا يستطيعون التواصل مع أطبائهم، أو لديهم خوف من الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالطب النفسي والناتجة من مفاهيم خاطئة وسط بعض الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات