فوائد ومحاذير عملية إصلاح هبوط الرحم، أفيدوني.

0 559

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيتم خير الجزاء على جهدكم ووقتكم الثمين الذي منحتمونا جزء منه، وشكرا لك سيدتي على إجاباتك الوافية لأسئلتي السابقة، جعلها الله في ميزان حسناتك.

كما أخبرتك سابقا أعاني من هبوط بعد الولادة، ولكن حينما سألتك لم أكن أعاني من شيء، بدأت معاناتي تزداد مع الإخراج ومشاكله، منها بروز المستقيم للخارج أثناء عملية الإخراج، وعدم تحكمي في إفراغه، وآلام بالظهر، وكثرة الإفرازات والرطوبة الزائدة، حتى علاقتي بزوجي لم تعد كالسابق فبدأ يلاحظ، ولكنه مقدر للأوضاع -ولله الحمد-، لكن نفسيتي بدأت تتدهور، وأصبح الهبوط هاجسي الأول والأخير، -والحمد لله- على كل حال، قلت: أن الحل هو العملية الجراحية، كنت خائفة بشأنها لكن بعد كل ما حدث تشجعت لفعلها، أو بالأحرى أنا مجبرة على فعلها:

- هل العملية مشابهة للعملية القيصرية، وكم فترة سأنتظر بعد إجرائها لأفكر بحمل آخر؟

- هل سيؤثر الحمل على العملية؟ مع أني سأجري القيصرية -بإذن الله-، لكن هل تضعف مع الحمل الأربطة أو يعود الهبوط مرة أخرى؟

- هل العملية ستضر بصحتي أو بشأن الحمل مرة أخرى، وهل تشجعينني فعلا على القيام بها؟

- هل ستنتهي الإفرازات والرطوبة بعد العملية، وستعود علاقتي بزوجي كالسابق؟

أعتذر عن كثرة أسئلتي، وأقدر مجهودك ووقتك الثمين، احترامي وتقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائما.

وبالفعل -يا عزيزتي- إن الهبوط قد يؤدي إلى زيادة في الإفرازات، وهذا سببه أن الهبوط يؤدي إلى حدوث احتقان في الأوعية الدموية في كل الجهاز التناسلي، فتنشط الغدة المخاطية المفرزة في الرحم وعنق الرحم، ويكثر رشح السوائل من جدران المهبل، كما أن الهبوط يرافقه توسع في فتحة عنق الرحم وفتحة المهبل، مما يؤدي إلى أن الإفرازات يسهل خروجها بسرعة، ولا يبقى أي جزء منها محبوسا، مما يعطي انطباعا أكبر عند السيدة بأن الإفرازات قد ازدادت عن الطبيعي.

بالنسبة لعمليات إصلاح الهبوط، فهي تتبع نوع الهبوط، فإن كان الهبوط في جدران المهبل فقط، فإن العملية ستكون بسيطة -إن شاء الله-، ولن تستغرق الكثير من الوقت.

والأفضل أن يتم الانتظار لمدة سنة بعد عملية إصلاح الهبوط، مهما كان نوعه أو درجته قبل أن تتم محاولة الحمل، وهذا من أجل أن تستعيد الأنسجة مكان العمل الجراحي ليونتها وطبيعتها.

وبالطبع إن للحمل تأثيرا على أربطة الرحم وأنسجة الحوض، ولا ضمان بأن الحمل لن يسبب درجة ما من الهبوط ثانية، حتى لو تمت الولادة عن طريق عملية قيصرية، لأن الأسباب المؤهبة للهبوط متعددة، أي هنالك أكثر من عامل يشارك في إحداث الهبوط التناسلي، ومنها الاستعداد الوراثي، لكن ما يمكن قوله هو أن احتمال حدوث الهبوط بعد القيصرية قليل، أما احتمال حدوثه بعد الولادة الطبيعية هو أعلى بكثير، وإن تمت عملية إصلاح الهبوط بيد طبيبة ذات خبرة كافية، فإن نسبة نجاحها ستكون عالية، ولن تؤثر عليك ولا على الحمل -إن شاء الله-.

وإن كانت الأعراض التي تشتكين منها، ومن ضمنها زيادة الإفرازات، ناتجة عن الهبوط، فإنها ستتحسن كثيرا أو قد تختفي بعد إصلاح الهبوط، والأفضل دوما أن تتناقشي مع الطبيبة قبل العملية بكل هذه التفاصيل، والاطلاع على كل الاحتمالات، فكل حالة تختلف عن غيرها من الحالات.

النصيحة التي أقدمها في مثل هذه الحالات هي كالتالي: إن كان الهبوط يسبب أعراضا للسيدة مثل الشعور بالثقل والشد أسفل البطن، أو صعوبة التبول أو التغوط، أو إن كان الهبوط يؤثر سلبا على علاقتها بزوجها، فإن الأفضل أن يتم إصلاحه في مثل هذه الحالات، لكن إن كان الهبوط لا يسبب لها أعراضا، ولا يؤثر على علاقتها الزوجية، فالأفضل أن تقوم أولا بإكمال عائلتها، أي بإنجاب ما كتبه الله -عز وجل- لها من الاطفال، ثم بعد ذلك عمل الإصلاح.

أسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات