السؤال
السلام عليكم
أعاني من رجفة في اليدين خاصة في المناسبات، أو اللقاء بشخص بعد فترة طويلة لدرجة لا أستطيع إمساك الفنجان، وأعاني جدا من صب القهوة، وأتهرب من هذه المسؤولية في جميع المناسبات، أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، مع العلم أني أحب الاجتماعات والمناسبات، لكن هذه أحرجتني كثيرا، ولا أستطيع التحكم بها والكل يلاحظها ويسألني ما بك؟ أصبحت أكره الاجتماعات بسبب هذه الرجفة، وأرفض الزواج بسببها، هل هو رهاب اجتماعي؟ وما العلاج الدوائي لهذه الحالة؟ والجرعة المناسبة؟ وهل بعد الانتهاء من المدة المحددة للدواء سأشفى تماما من هذه الرجفة؟
أرجو منكم المساعدة، لأني لا أستطيع الذهاب لعيادة نفسية بسبب ظروف المكان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روابي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت ليس لديك أي صفات أو سمات من سمات الرهاب الاجتماعي، فقط هذه الرجفة تحدث لك في المناسبات، وهذا ليس دليلا كافيا أنك تعانين من الرهاب الاجتماعي، هنالك أسباب كثيرة جدا لرجفة اليدين، منها أن هذا الأمر قد يكون طبيعيا وعاديا ويجري في بعض الأسر، بمعنى أن الجانب الوراثي ربما يلعب دورا، وهذا النوع من رجفة اليدين معروف جدا.
في بعض الأحيان زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية ربما تؤدي إلى هذا، وفي أحيان أخرى ربما تكون هنالك مخاوف بسيطة أو ما نسميه بـ (قلق الأداء)، بمعنى أنك تريدين أن تحفزي نفسك في المناسبات حتى تنجزي إنجازا جيدا، وهذا التحفيز الداخلي يؤدي إلى إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، وإفرازها بكميات زائدة ربما يؤدي إلى هذه الرجفة، وفي ذات الوقت ربما يكون لديك شيء من الميول الأسرية، إذا تضافرت هذه العوامل أدت إلى هذه الرجفة.
كنت أفضل -أيتها الفاضلة الكريمة– أن تذهبي وتقابلي طبيبا، ليس من الضروري أن يكون طبيبا نفسيا، طبيب الأسرة سوف يكون كافيا جدا، لأن فحص مستوى هرمون الغدة الدرقية أراه من الأساسيات الطبية الضرورية، وإذا اتضح أن كل شيء سليم، أعتقد أن تناول عقار (إندرال)، ويعرف علميا باسم (بروبرالانول)، سيكون علاجا ودواء شافيا وكافيا بالنسبة لك، بشرط ألا يكون لديك مرض الربو، لأن الإندرال لا يتم تناوله في حالة هذا المرض، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أضيفي إلى ذلك أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها، وتحاولي أن تستفيدي بمحتوياتها وتطبقيها تطبيقا جيدا، أيضا حتى وإن لم يكن لديك مؤشرات رهاب اجتماعي حقيقي، إلا أن الإكثار من التواصل والدفع الاجتماعي هذا سوف يكون مفيدا لك جدا، وفي ذات الوقت حاولي أن تصرفي انتباهك عن هذه الرجفة، بمعنى ألا يكون لك فكر قلقي مسبق، لا تقولي لنفسك في كل موقف اجتماعي (سوف أصاب بهذه الرجفة)، لا، ما حدث سابقا ليس من الضروري أن يحدث مستقبلا.
بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.