أعاني من قلق وفقدان الثقة والفراغ العاطفي، هل أحتاج لطبيب نفسي؟

0 431

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 21 سنة.

أعاني من فقدان الثقة بالنفس، والقلق، والانطوائية، والفراغ العاطفي.

ليس في حياتي الخاصة شخص مقرب من صديقة أو أخت أو أي شخص يوليني اهتماما خاصا.

أشعر بغيرة شديدة من أختي التي تصغرني بسنة وثلاثة أشهر، وذلك نتيجة معاملة والدتي التي كانت تفرق في المعاملة بيننا منذ الصغر، حيث تدللها وتهتم بها أكثر مني، مما ولد بأعماقي ذلك الشعور السيء، وكنت في الخامسة من عمري أحتضن قميص أمي طول الوقت تعبيرا عن حرماني من الحنان.

ما زال شعور الغيرة من أختي يخالجني، وكثير من المواقف تجعلني أكره الناس في معاملتهم لي.

إضافة لذلك أشعر بصداع وأرتبك كلما تكلمت أمام مجموعة، ويبدأ قلبي بالخفقان ويرتجف جسمي.

سؤالي: هل هذه أعراض الرهاب الاجتماعي أم أنا حساسة جدا؟ هل أحتاج إلى طبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا لا أراك مريضة، لكن هناك ظواهر تستحق الانتباه والوقوف عندها.

أولا: أنت لا تقدرين ذاتك بصورة صحيحة، وعدم تقدير الذات هذا هو الذي أوقعك في المقارنات والشعور بالغيرة نحو الآخرين خاصة أختك، أنت لا تقلين عن أي أحد، لست بأقل من الآخرين، هذه حقيقة يجب أن تقتنعي بها، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: من المهم جدا أن تكافئي نفسك، ولا تنتظري مكافئة الآخرين، مكافأة الذات أفضل. كيف تكافئين ذاتك؟ تكافئين ذاتك من خلال: التقرب إلى الله، من خلال الاطلاع، التزود بالعلم، مساعدة الضعفاء، بر الوالدين، أن تكون لك آمال في هذه الحياة، أن يكون لك برامج مستقبلية، وأن تضعي الآليات التي توصلك لهذه البرامج المستقبلية والأهداف.

هذه هي الطريقة المثلى لمكافأة الذات والتي أنصحك بها، ولا بد أن تكوني يدا عليا وسامية، فاليد العليا خير من اليد السفلى، هذا يعطيك الثقة في نفسك دون تجبر ولا تكبر أو انتفاخ للذات.

أنت محتاجة لأن تطلعي حول بعض المواضيع التي هي من اختصاص علم الذكاء العاطفي، أو ما يسمى بـ (الذكاء الوجداني). هناك كتاب متميز جدا لدانيل جولمان، أرجو أن تطلعي عليه، وفي ذات الوقت عيشي حياتك بإيجابية وفعالية، واسألي الله - تعالى - الخير لك ولغيرك.

هذا هو المبدأ الأساسي، وقطعا إن قابلت طبيبا نفسيا مرة أو مرتين هذا أيضا سوف يدعمك سلوكيا، لكن أؤكد لك أنك لست مريضة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات