السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي ستة أولاد ما بين سن 18 و 28 سنة، وهم لا يتحدثون معي بمشاكلهم، وبالتالي لا أستطيع محاولة حلها، إحدى بناتي قالت لي: "قلت لنا في صغرنا أن اللغو حرام فأصبحنا لا نقول لك شيئا، وإذا قلنا لك شيئا تبوحين عنه لصديقاتك: أفعل ذلك لآخذ رأيهن في الحل؟ وابني قال لي "لم تعودينا على أن نقص عليك مشاكلنا، فبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.
من الطبيعي جدا في هذه الأعمار أن يقل جدا حديث الأبناء لوالديهم وخاصة عن أمورهم الخاصة، وما يحب الآباء والأمهات معرفته، ويحصل هذا حتى عند الذي كان يتحدث من قبل مع والديه، فهو في مرحلة من عمره حيث يهتم بما في المجتمع وخارج البيت أكثر من تركيزه على داخل البيت، الأمر الذي فعله في السنوات الأولى لحياته، والآن دور ما هو خارج البيت، ولذلك فمن الطبيعي أن يحصل هذا سواء قلت لهم ما قالوا أو لا، من أنك نهيتهم عن "اللغو"، وقد يكون هذا مجرد مبرر لعدم الحديث معك في هذه الأمور.
أود أن أسألك هل أنت تتحدثين لهم، الآن أو في الماضي كما يجري معك في حياتك؟
ففي الغالب نجد الكثير من الآباء والأمهات لا يتحدثون لأبنائهم عن أمورهم ومجريات حياتهم، ويتوقع هؤلاء الآباء والأمهات أن يفعل أولادهم غير ما رأوا في والديهم، وعليك أن تعلمي أن الآن مرحلة النمو الاجتماعي، ودور المجتمع والصداقات والعلاقات.
ومع ذلك يمكنك محاولة تشجيعهم على الحديث معك، ليس عن طريق أن تطلبي منهم أن يتحدثوا معك، فهذا لن يزيدهم إلا انغلاقا وبعدا عن الحديث، ولكن عن طريق الاقتراب أكثر منهم، وخاصة البنات منهم، وحاولي أن تصاحبيهم، وتخرجي معهن من البيت، واجعليهن يشعرن بالارتياح والاطمئنان بأنها ليست جلسة مساءلة وتحقيق معهن، وإنما جلسة مسامرة وتبادل أطراف الحديث.
ومن الأفضل لك أن تكوني البادئة بالحديث، فمثلا قولي لهن بأنك تريدين أخذ رأيهن في أمر من الأمور أو حدثيهن عن أمر ما في حياتك الخاصة، وانتظري بعض الوقت، وقد يطول الأيام أو أسابيع، أو يقصر لدقائق فقط أو قد تبدأ الواحدة منهن بالحديث معك عن أمر ما بسيط، من باب تجريبك في مهارتك على الاستماع، وإذا ما حصل شعور بالثقة والاطمئنان لك، فمن الممكن أن يتحدثن معك بأمور أخرى أكثر عمقا، وهكذا تسير الأمور، هذا مع الفتيات، وأما مع الشباب، فهذا موضوع آخر، ربما فات وقته معك، ولعل والدهم يحاول معهم بنفس الطريقة.
وهكذا عالم الشباب والفتيات في هذه الأيام، وحظا موفقا، ببعض النجاح.