السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله العلي القدير أن ييسر أمركم، ويهدي سعيكم، وينير دربكم برحمة منه وفضل، فما تقومون به ذو شأن كبير، فلا أجد أن أقول إلا جزاكم الله خيرا.
أنا فتاة عمري 17 عاما، في الصف الثالث ثانوي، خطبت أكثر من مرة لكني رفضتهم بحجة أني أريد إكمال دراستي، وأني ما زلت صغيرة، لكن تغيرت نظرتي الآن بعد قراءتي استشاراتكم النيرة، والآن تقدم لي شاب في العقد الثالث من عمره، وذكر لي أنه ذو خلق ودين، وأن أهله اجتماعيون جدا، وأنه يدرس مبتعثا في كندا، وأنا ما زلت أدرس بالثانوية، وأريد إكمال الجامعة -بإذن الله-، فأنا مترددة لأسباب منها:
1- لا أعرف إن كان عمره مناسبا لي؟
2- وأهله يحبون الزيارات والمناسبات، وأنا لا أحب أبدا المرأة كثيرة الخروج!
3- وإذا تزوجت، كيف يمكنني أن أوفق ما بين الدراسة وتلبية واجباتي الزوجية؟ وماذا لو رزقت بأطفال -إن شاء الله-، أين أضعهم؟ فأمي مريضة -شافاها الله-، وإن وجدت المكان المناسب أخاف أن يتأثروا بأفكار الناس، إذ أني لا أعرف سلوكيات الناس.
4- وأيضا أحب أن أخصص وقتا لقراءة القرآن الكريم ما لا يقل عن ساعتين، وقراءة كتب الشريعة وكتب عامة في ساعة ونصف -إن شاء الله-، وأيضا -ولله الحمد- أخصص ساعة قبل الفجر لقيام الليل، ولا أتنازل عنها أبدا، فكيف أخبر زوجي بها؟
5- أنا اخترت المجال العلمي، ولكني لم أكن بالطالبة المجتهدة، فكنت ألعب كثيرا أو بالأصح لم أكن أعلم ماذا أفعل، لم أكن أعلم أني في مفترق طرق، وهكذا ضيعت الكثير من الدرجات، وأنا في غاية الحسرة والحزن على ما فات، وهذا أثر على نسبتي جدا، وإلى الآن أرى أثر تلك المرحلة في حياتي، ولكني مؤمنة بالله، فما زال لدي بقية لأعيد بناء نفسي، وتدارك ما حدث وإن كانت الآثار باقية، فما توجيهكم؟
6- والله يتقطع قلبي حسرة وحزنا على مصاب أمتي، أشعر بأن لي طرف في ذلك، أتقطع ألما عندما أرى الفتيات مضيعات لصلاتهن، أتقطع ألما عندما أراهن متساهلات بالحجاب، عندما يستهزئن بالمحجبات، قد لا أستطيع فعل الكثير الآن لكني أرى أن المستقبل لنا نحن المسلمين، فأريد خطوات عملية أستطيع طلب العلم بها لتقوى حجتي بها، ولأدعو بها إلى الإسلام، لأصبح داعية لهذا النور، ما الذي أستطيع فعله الآن؟ كيف أستطيع أن أكون داعية صغيرة حتى بدون أن أتكلم؟ كيف أستطيع أن أصبر على أذى الناس؟ كيف أكون قدوة لصديقاتي ولأخواتي؟ إذ أنني دائما ما أجد نفسي ضد أفكارهن، أريد أن أعيد للإسلام مجده وقوته وغلبته، أريد أن تدوي أسماء علمائنا في كل مكان، فعلمائنا في كل مجال بذرة نور، ثم ضيعناها نحن، وأتى هؤلاء وادعو أن لهم الفضل فيها، كم يؤلمني هذا، يا ربي لطفك ورحمتك.
أخيرا: لا أدري كيف أعبر عما أشعر به، فقلبي يحترق ألما وحسرة، فأنا أجد نفسي مقصرة دوما من ناحية صلتي بربي، وفوق هذا كله يأتيني شعور بالرياء، وأحيانا بالازدراء، وهذا ما يزيد من ألمي ومصابي، فتجدني أحافظ على صلاتي فترة ثم أتهاون، أقوم الليل ثم تأتي علي أيام أتكاسل حتى لا يبقى شيء على صلاة الفجر، فأقوم وأصلي بلا خشوع، كما أني فقدت ما أجده من لذة في الصلاة، افتقدت تلك الدمعة الصادقة، افتقدت ما أجد بعدها من راحة لا يعلمها إلا الله، إنني غارقة بالذنوب، فما السبيل للنجاة؟
هذا ما استطعت أن أكتبه لكم من الأسئلة التي تجول في خاطري نظرا لانشغالي، وأعتذر على إسهابي في الكلام، وجزاكم الله خيرا.