السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة بمرحلة الثاني الثانوي، شعبة العلوم التجريبية.
كنت طالبة متفوقة جدا بالمرحلة المتوسطة، ولكن في أول ثانوي تدنى مستواي كثيرا، فكانت صدمة لي ولمن حولي، حيث أنني مجتهدة، وأحب الدراسة، وأتمنى الحصول على معدل مرتفع يؤهلني للالتحاق بكلية الطب مستقبلا.
أحتاج من يساعدني في تنظيم وقتي، ورسم خطة دراسية لي، ولم أجد غيركم يمد لي يد المساعدة، ويخرجني من دوامة الحيرة، فأنا لا أجد وقتا للمراجعة.
تبدأ الدراسة -يوميا- من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف النهار، ثم من الساعة الواحدة والنصف زوالا إلى الثالثة أو الرابعة والنصف مساء، ويوم الجمعة مشاركة في دورة لتعليم اللغات، وذلك من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف النهار، ومساء السبت أحضر دروس الدعم.
جدولي الدراسي اليومي مكثف، ولا وقت لدي للمراجعة، وتثبيت ما درسته، وهذه هي مشكلتي الحقيقية، قلة وقتي، وبالتالي لا أستطيع تنظيمه، إضافة لبعض المشاكل الأسرية، منها: عدم توفر غرفة خاصة للدراسة.
كل ما أرجوه منكم أن تضعوا لي جدولا دراسيا، وأتعهد بتنفيذه، أملا في الحصول على معدل عال يحقق لي حلمي في دراسة الطب، وحتى لا أشعر بتأنيب الضمير في حالة الفشل، لأنني أكون قد قمت بما وجب علي.
سؤالي: كيف أنظم وقتي للدراسة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ AICHA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
سؤالك هذا أعادني سنوات للوراء وأنا في الثانوية، في القلق على كيفية الدراسة، حتى يسر الله لي أن حصلت المعدل المطلوب، ودرست كلية الطب التي أردت، وإذا استطعت أنا هذا فليس هناك من سبب يمنعك من هذا، هل تصدقين أنني كنت ولساعات طويلة أدرس في الحمام لعدم وجود غرفة، وأحيانا في "السقيفة" حيث تضع الأسرة المواد الغذائية و "المونة".
نعم ما تشكين منه يقلق الكثير من الطلاب في كيفية تنظيم الوقت، والتركيز، فدوما تنتاب الطالب الأسئلة الكثيرة في كيفية توزيع الواجبات على الأوقات المتاحة، وحيث تنتاب الطالب مثل هذه الاسئلة التي وردت في سؤالك: هل أدرس بالقدر الكافي؟ هل الطلبة الآخرون يدرسون أكثر مني، أين أدرس، وكم هي الساعات المطلوبة، هل بذهابي مع الأهل، أو محاولة الترفيه عن نفسي، مضيعة للوقت، ما هو توزيع الأوقات الأكثر مناسبة لتحسين الدراسة؟ وأسئلة كثيرة غيرها، تصب في ذات الموضوع.
طبعا لا يفيد أن أقول لك أن عليك أن تدرسي بين الساعة كذا والساعة كذا؛ لأنه لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع إنسانا قد لا يفيد شخصا آخر، فعليك أن تكتشفي النظام الأكثر تلاؤما معك، وظروفك، وتذكري أن بعض الطلاب يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل البعض الآخر للنشاط في المساء، فانظري أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاولي عندها أن تستفيدي من هذه الأوقات.
ومن الناس من يميل للدراسة في جو خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من يحب الدراسة أمام الناس في المكتبة العامة، أو مكتبة المدرسة، فأيضا انظري أي الأجواء أكثر مناسبة لك، وأيها متوفر لك، فاستغلي هذه الأوقات.
أمر هام يفيد الكثير من الطلاب، وهو: الاستفادة مما أسميه (النوافذ)، وهي الأوقات البسيطة بين عمل وآخر، فقد يكون هناك نصف ساعة هنا، ونصف ساعة هناك، استغلي مثل هذه النوافد، فمجموعها سيكون ساعات طويلة منتجة.
والأمر الآخر، حاولي أن تقرئي في المساء ولو بشكل سريع الدروس التي ستدرس لك في اليوم التالي، فهذا من الأمور المفيدة جدا، والتي ستعينك كثيرا على استيعاب الدرس وفهمه، وكذلك سيشجعك على التفاعل مع معلمة المدرسة.
حاولي استعمال الملخصات، هذه من الأمور المساعدة جدا، حاولي تلخيص كل درس مهما طال، في ورقة واحدة، بما يسمى (الخريطة الذهنية)، وهي رسم تلخيص الدرس على ورقة واحدة، ويمكنك هنا استعمال الألوان المختلفة.
وأخيرا لا بد أن المحافظة على الصلاة تساعدك كثيرا على تنظيم الوقت، وتحديد الهدف والغاية، وهما من أهم عناصر النجاح.
وفقك الله، ويسر لك، وجعلك ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين، وأعانك على دراسة الطب، ونفع الله بك من عباده ممن هو في حاجة لهذه المساعدة من طبيبتنا الشابة.