السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العالي القدير أن يوفقكم، وأن يجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم..
أنا متزوجة، ولدي ابن، مشكلتي بدأت قبل 11 شهرا، تحديدا بعد ولادة ابني وأثناء فترة النفاس، انتابني وسواس الخوف من الموت على زوجي، وبدأت أخاف من كل شيء، بعدها بأشهر انتقل ذلك الخوف على أمي، ثم على نفسي، فصرت أهاب الموت ولو أصابني ألم بسيط، وصرت أربط الأمور بالموت، وأنظر إلى طفلي الصغير، وأخشى عليه من أن يفقدني.
تدمرت نفسيتي، وأصبحت عصبية، ودائما تأتيني نوبات هلع، وبرودة في الأطراف، ورجفة بالجسد، وضيق تنفس، وخفقان بالقلب، وأصبحت مقصرة بحق زوجي وابني.
والآن أحدثكم وأنا أعاني من ألم في الصدر من الجهة اليسرى، ويمتد هذا الألم من الجنب وصولا إلى الكتف من الخلف، وبسببه لا أستطيع النوم على الجنب الأيسر.
كما وأشعر بألم في اليد اليسرى، وأحيانا رفرفة بالصدر تحت الثدي، ونبض القلب أصبح واضحا جدا، ولدي خراجات (دمل) في كلا الإبطين، وأخاف أن أذهب إلى الطبيب، مع العلم أنني أجريت فحوصات متفرقة لهرمون الحليب، وسرطان الثدي، والغدة الدرقية، وكلها سليمة - ولله الحمد -، ولدي نقص في فيتامين د بنسبة 22، فهل أنا أعاني من أمراض حقيقية في القلب؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hassah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك واضحة جدا، وهي - إن شاء الله تعالى - بسيطة جدا أيضا، فكل الذي تعانين منه هو قلق المخاوف الذي أدى إلى اكتئاب ثانوي بسيط، ولديك أعراض جسدية ناتجة من القلق النفسي، فأعراض الرجفة في الجسم، وضيق التنفس، وخفقان القلب، هي نتاج طبيعي جدا لحالة القلق والمخاوف التي تعانين منها.
ارتباط الحالة بفترة النفاس قطعا له أهميته، ولكن هذا لا يعني أن الحالة مستعصية، أو أنها لا تستجيب للعلاج، على العكس تماما، فهذه الحالات تستجيب استجابة تامة للعلاج، والذي أنصحك به هو التوجه الطبيب النفسي، وتحدثي مع السيد الفاضل زوجك، ووضحي له أننا قد أرشدناك بأنك تعانين من قلق المخاوف، وظهر هذا في شكل أعراض نفسوجسدية، والآن أنت تعانين من ألم باليد اليسرى، وأحيانا في الصدر تحت الثدي، وهذا كله ناتج من الانقباضات العضلية، ولكن يظهر أن تفكيرك قد امتد كثيرا وأصبحت تتخوفين من أمراض القلب والأمراض الخبيثة، مما دفعك إلى إجراء بعض الفحوصات المرتبطة بهذا الأمر.
أنا أؤكد لك أن حالتك نفسية مائة بالمائة، وأنها تستجيب للعلاج الدوائي البسيط بصورة ممتازة، وهنالك عقار يعرف باسم (زولفت)، أو يسمى تجاريا (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وآخر يعرف باسم (سبرالكس)، ويسمى علميا (إستالوبرام)، وهي من الأدوية الفاعلة والممتازة جدا، والتي سوف تستفيدين منها كثيرا، فأرجو أن تذهبي مباشرة وتقابلي الطبيب النفسي.
بالنسبة لنقص فيتامين د: فالنقص الذي تعانين منه بسيط، ولكن يجب أن يعوض عن طريق تناول كبسولات فيتامين (د).
عموما أكرر لك أن الحالة بسيطة، نعم هي مزعجة، ولكنها ليست خطيرة أبدا، ويجب أن تعالج، وسوف تعالج، وستكون استجابتك للعلاج الدوائي ممتازة جدا، وستسعدين أنت وزوجك - بإذن الله تعالى -،.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.