أصاب بالخفقان وصعوبة البلع والتوتر لأبسط الأمور.

0 284

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 سنة، وأدرس هندسة، أعاني من خوف وتوتر وقلق عند أبسط الأمور، بدأت هذه الحالة من 10 شهور تقريبا عندما كنت أقدم الامتحانات النهائية للفصل الماضي، ولدي القدرة للسيطرة بعض الشيء على الخوف في بعض الأحيان، عن طريق بعض الممارسات التي تابعتها من الانترنت (الرياضة، الحياة الاجتماعية، وغيرها) ولكني إلى هذا اليوم لم أتمكن من التغلب كليا على خوفي، وأفقد السيطرة في بعض المواقف.

كما أنني بحثت عن أعراض حالتي في الانترنت، وهي خفقان القلب الشديد، وصعوبة البلع، وسرعة الغضب والاستفزاز، وتوتر في العضلات، فوجدت أن هذه أعراض لمرض يسمى مرض القلق العام، فلا أدري ماذا أفعل، هل أبقى هكذا أحارب نفسي مع الخوف أم ألجأ إلى الأدوية؟

لم أخبر أحدا بحالتي أبدا، وأحاول علاج نفسي بنفسي، وتأكد -يا دكتوري- أني لم أرسل هذه الاستشارة إلا بعد أن حصل لي موقف تضايقت منه كثيرا، وشعرت أني عدت إلى نقطة الصفر، وعادت لي هذه الحالة وبشدة الآن بعد أن تحسنت حالتي نوعا ما.

أتمنى أن تكون كتابتي واضحة، وفكرتي وصلتكم بشكل واضح، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك واضحة جدا، وأفكارك منسقة وجميلة، وحالتك بسيطة، وإيجابياتك قطعا أكثر من سلبياتك، هذه هي الرسائل التي وددت أن أرسلها إليك في صدر هذه الاستشارة -أيها الابن الكريم-.

حالتك هي بالفعل نوع من الخوف، يمكن أن نسميه بالقلق العام، وأيضا يمكن أن يسمى بقلق المخاوف من الدرجة البسيطة، لا أريدك أن تنزعج أبدا، الأعراض الجسدية مرتبطة ارتباطا وثيقا بحالة التوتر، فكما تتوتر النفس تتوتر العضلات، وهنالك عضلات معينة في الجسم أكثر توترا من غيرها، سرعة خفقان القلب هي رد فعل طبيعي جدا لزيادة إفراز مادة الأدرينالين نسبة لوجود القلق، وهذه ظاهرة فسيولوجية، صعوبة البلع قطعا ناتجة من الانقباض العضلي الذي يصيب المريء، والاستفزاز سرعة الغضب هي من الأعراض النفسية.

أنت على إدراك تام أن القلق طاقة مهمة من أجل النجاح، وبما أنك طالب في كلية الهندسة، ولك آمال عريضة -إن شاء الله تعالى– لأن تكون من المتميزين، هذا الدفع النفسي الشديد قد يتحول به القلق إلى قلق سلبي، وهذا ربما يكون قد حدث لك، وربما يكون أيضا أن شخصيتك أصلا تحمل صفات الاستعداد لمثل هذه الحالات البسيطة.

الآن أنت تفهمت حالتك، وهذا سوف يساعدك كثيرا في العلاج، والجوانب العلاجية الأخرى هي: الحرص على ممارسة الرياضة، أي نوع ممكن من الرياضة، كما أن تمارين الاسترخاء مهمة ومطلوبة في حالتك، وكما ذكرت وتفضلت أن نمط الحياة الاجتماعية الممتاز، وحسن إدارة الوقت لا شك أنه سوف يضيف إضافة ممتازة بالنسبة لك.

تناول العلاج الدوائي أعتقد أنه مطلوب أيضا في حالتك، ولا تتخوف أبدا من الأدوية، وكل الذي تحتاجه هو علاج بسيط جدا، ولتتأكد وتكون أكثر طمأنينة يمكن أن تتواصل مع أحد الأخوة الأطباء النفسيين -والحمد لله تعالى- الأردن عامر بالتخصص الطبي النفسي، وأنت لا تحتاج أكثر من مقابلة أو مقابلتين، وإذا استصعب عليك الذهاب للطبيب، ووددت أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، أعتقد أن عقار (ديناكسيت) -وهو متوفر في الأردن– سيكون دواء معقولا، علما بأنه سليم وغير إدماني، ولا أعتقد أنه يحتاج لوصفة طبية.

الجرعة هي حبة واحدة في اليوم، تتناولها لمدة شهرين، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات