السؤال
أنا شاب عمري 25 سنة، موظف وأكمل الدراسة الجامعية، لدي طفلان، مزاجي متقلب وسيء في أغلب الأوقات، وعصبي أحيانا لأتفه الأمور، ويضايقني الصوت المرتفع أو بكاء الأطفال، أو إذا أحد كرر علي نفس الكلام مرتين بنفس الوقت، الابتعاد عن الناس، والزيارات العائلية بشكل خاص، وأحمل الهم إذا كنت في زيارة إجبارية، ما أدري هل هو رهاب اجتماعي؟
كذلك أنا قليل الكلام، وأختصر الكلام في حال تكلمت، وفي حال إذا جلست مع أحد تضيع مني كل المواضيع وأحس أن رأسي فارغ لا أتذكر أي شيء وأتلعثم ومخارج الحروف تضطرب، أحيانا أكون فاقدا للثقة بنفسي رغم أن مظهري حسن، وأحب أن أهتم بنفسي، كثير النسيان، مشتت ذهنيا دائما، عدم التركيز، وعدم الحفظ بسرعة يسبب لي مشاكل كثيرة في الدراسة.
كسل وخمول أكثر الأوقات، أتمنى إيجاد حل تعبت من حالتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
من مجمل صورة ما ورد في رسالتك قد يكون ما أنت فيه أعراض لما نسميه "الاحتراق النفسي" وهي حالة نفسية يصاب بها من يعاني من الضغوط الكثيرة في الحياة، ومن كثرة المسؤوليات.
ولاحظت من سؤالك أنك تحاول أن تنهي الدراسة الجامعية، وفي نفس الوقت عندك أسرة تعولها بطفلين، هذا بالإضافة للمسؤوليات الأخرى الاجتماعية والمهنية ربما وغيرهما.
ويمكن عادة عندما تكثر المسؤوليات على الإنسان أن يشعر بأعراض لثلاثة جوانب:
أولا: الأعراض النفسية، ويمكن أن يكون منها ما تشعر به من النزق والنرفزة والعصبية من أقل سبب كصوت الأطفال وغيرهم... وتقلب المزاج، وضعف الثقة بالنفس، والنسيان وتشتت الذهن، وقلة الكلام، بالرغم من أن الشخص اجتماعي بطبعه.
ثانيا: الأعراض البدنية: كالصداع، وضعف الشهية للطعام، أو زيادتها عن العدد الأقل، وربما نقص الوزن، أو زيادته عند العدد الأقل، وبعض الأعراض الجسدية الخفيفة
وثالثا: الأعراض الاجتماعية من تجنب الناس والأصدقاء والأقرباء، والميل للعزلة، والشعور بأن لقاء الناس هم كبير على القلب، وقلة التواصل مع الناس.
ولعل ما تعاني منه هو قريب من هذا، وأنصحك أولا أن تراجع طبيبا عاما ليقوم ببعض الاختبارات الطبية البسيطة لاستبعاد أمور عادية كفقر الدم، أو نقص الفيتامين دال، والمنتشر في الخليج، ومن ثم يمكن أن ينصح بالمطلوب، ويمكنه كذلك إذا كانت نتائج الاختبارات طبيعية وإذا شعر بوجود مشكلة نفسية أن ينصح بما يمكنك عمله.
ولا بد طبعا من محاولة ترتيب أولوياتك وترتيب أوقاتك وبحيث يكون هناك وقت لنفسك ولأسرتك، وآخر لدراستك وواجباتك، ومع كل هذا الوقت المناسب لعباداتك وتواصلك مع الله تعالى.
وفقك الله، ويسر لك أمورك الخاصة والأسرية والدراسية.