أدمنت المهدئات والمنومات، فكيف الخلاص منها؟

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة عمري 22 سنة.

منذ ما يقارب ست سنوات، وأنا أتناول المهدئات والمنومات من النوع (دايزبام)، وقد أخذت نوعا آخر، ولكن شريطا واحدا فقط، وحصيلة الأشرطة التي تناولتها (20) شريطا.

كلما تضايقت، أو مررت بظروف صعبة، اعتمدت على أخذ (الديزبام)، حتى أصبحت هاجسا بالنسبة لي، أصبحت أتخيل أنني لن أنام لو لم أخذ حبوبا مهدئة، حتى بدأت بتناول المضادات المنومة.

قرأت عن مخاطر هذه المهدئات، وأردت التخلص منها بأية طريقة ممكنة، حتى أنني قررت إيقافها، ولكني لم أستطع، حيث أصبحت أشعر بصداع مستمر، فعدت إليها مرة أخرى.

سؤالي: ما هي المضاعفات التي يمكن أن تسببها لي هذه المنومات؟ كيف أتخلص منها نهائيا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن التعود على المهدئات والمنومات خاصة من فصيلة (دايزبام) مشكلة، لكن الإنسان الذي سيكون واضحا مع ذاته، ويتجنب النكران، ويعرف أن الخوض والاستمرار في تناول هذه الأدوية ليس من مصلحته أبدا، هذا الإنسان يستطيع أن يتخلص من هذه المشكلة.

دايزبام، والأدوية المشابهة، على المدى الطويل لها مضاعفات خطيرة، أولها ما يعرف بـالتحمل، بمعنى أن الإنسان لا يتحصل على الفائدة العلاجية -إن وجدت- إلا بعد أن يضاعف الجرعة مرات ومرات، وهذه إشكالية كبيرة جدا، وقطعا حين تضاعف الجرعة، يبدأ بعد ذلك الإنسان في تناول الدواء خوفا منه، وليس محبة فيه؛ لأنه إذا لم يتناوله سوف يحس بالآثار الانسحابية الحادة، والتي تتمثل في الأرق، والصداع الشديد، والدوخة، والتعرق، وتسارع ضربات القلب.

الأعراض الانسحابية مخيفة جدا بالنسبة للذين يتناولون هذه الأدوية بكميات، أو بجرعات كبيرة مستمرة، وهم قطعا يدخلون فيما – دائما أحب أن أسميه – طيف الاسترقاق، أو الاستعباد، والإنسان يجب ألا يقبل لنفسه هذا.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن مشكلتك ليست مشكلة مستعصية، لا أريد أن أهول الأمر، والذي يجعلني أن أكون مطمئنا بعض الشيء، أن الكميات التي تناولتيها ليست ضخمة، هذا لا يعني أنها ليست مهمة، لكن أعتقد أن التوجه الإيجابي لديك موجود للتخلص من هذه الأدوية.

فقط أريدك أن تصلي إلى قناعة تامة في أن الظروف الصعبة، أو التوترات، أو القلق، أو عدم التكيف، لا يحل من خلال تناول هذه الأدوية، أنت محتاجة لكسر هذه الإلفة؛ لأن الالتصاق بالدواء من هذه الناحية قطعا يجعل تشوقك له قويا، فاقطعي الصلة الفكرية، الصلة المعرفية، بمعنى أنه مهما مرت بي ظروف صعبة لن ألجأ إلى الدواء، سوف أواجه هذه الظروف، سوف أسأل الله -تعالى- أن يعينني عليها، سوف أضلع الحلول المناسبة، سوف أؤجل ما أستطيع أن أؤجله، وأحل ما أستطيع أن أحله -وهكذا-، فإذا نظرة فكرية جديدة، سوف تساعدك.

الأمر الآخر هو: أن تحسني صحتك النومية من خلال الإجراءات الفسيولوجية الطبيعية:
1) أن تتجنبي النوم النهاري.
2) أن تمارسي الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
3) أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجدينها مفيدة جدا.
4) تجنبي تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
5) ثبتي وقت النوم.
6) كوني في حالة استرخاء ذهني وجسدي قبل النوم.
7) احرصي على الوضوء والطهارة.
8) واحرصي كثيرا على أذكار النوم.

هذه الوصفة البسيطة تفيدك كثيرا، وحتى تكوني مطمئنة -أيتها الفاضلة الكريمة– إن راجعت الطبيب فهذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي فهناك دواء يعرف باسم (إميتربتالين/تربتزول) من الأدوية القديمة جدا، وهو مضاد للاكتئاب في الأصل، لكنه يحسن النوم كثيرا، وغير إدماني، ولا مانع أن تتناولي هذا الدواء بجرعة عشرة مليجرام، وهذه جرعة صغيرة جدا، حيث إن الجرعة الكلية تصل حتى مائتي مليجرام في اليوم.

تناولي الدواء بجرعة عشرة مليجرام لمدة أسبوعين ليلا، ثم ارفعيها إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر آخر، ثم مثلها يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم مثلها مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين.

هذه هي الجرعة التمهيدية، ثم العلاجية، ثم الجرعة الانسحابية، والوقائية، والتوقف التدريجي، هذا منهج علمي ممتاز، ورصين جدا، إذا اتبعتيه أعتقد أنك سوف تتخلصين من هذه المشكلة تماما، وقطعا مراجعتك للطبيب النفسي سوف تكون جيدة، وأنا متأكد أن من تقابليه سوف يؤكد على ما ذكرته لك، وفي ذات الوقت يعطيك خيارات أخرى، ويزيد من الدعم النفسي لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله -تعالى- لك نوما هنيئا.

مواد ذات صلة

الاستشارات