خوفي واضطرابي عند مقابلة الناس يدفعني لرفض الخاطب

0 215

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر من القلب أبعثه لكم لأنكم تعملون الجميل من أجلنا، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

في أول لقاء مع شخص جديد أو اجتماع مع العائلة أو مع الأصدقاء أو الجيران، أو بالأصح جميع الاجتماعات التي أذهب إليها، ينتابني الكثير من الخجل والرهبة والتوتر قبل ذهابي حتى نهاية هذا اللقاء، فبمجرد ما أدخل هذا الاجتماع تظهر ملامح الخوف والتوتر على وجهي، وتصبح يداي ترتجفان وساقاي، أيضا الكثير يسأل ما سبب هذا الخوف على وجهي؟

فأتلعثم في الكلام أو أرد عليهم بابتسامة باردة، حين يكون الاجتماع في منزلنا، ترتجف يدي جدا عندما أقدم الضيافة، غير أن هناك عريسا تقدم لخطبتي لكني أفكر في رفضه خوفا من لقائه، وخوفا من كوني لا أستطيع العيش مع عائلته، وخوفا من ظهوري للناس في يوم زفافي، وأيضا عندما أرى أشخاصا أعرفهم في مقر الدراسة أو أصدقائي القدامى أتحجج بالنظر إلى هاتفي كي لا أسلم عليهم أو أتحدث معهم، خوفا من الخجل الذي يجعلني أتلعثم في كلامي ولا أحسن التصرف معهم.

أعتذر عن الإطالة، شكرا لكم كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعانين منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، فلا بد أن تعلمي أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن وعيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين.

حاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنه، فتقوى الله عز وجل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية، ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.

لذلك نقول لك -أختي الكريمة-، مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية، فحاولي رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والصديقات، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات ولو بصورة متدرجة في مدة زمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعيا -إن شاء الله- فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا، في البداية تعلمي كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنميها ولا تترددي، بل انتهجي نهج المبادأة وكوني أول من يبدأ دائما بالتعريف أو الحديث عن النفس، فهذه الطريقة تساعد كثيرا في تخفيف التوتر والخوف، وتمنع ظهور الأعراض الجسمية للقلق.

ونتمنى أن لا يكون الخجل مانعا للزواج، فكثير من الفتيات أصبحن أكثر جرأة ومبادأة بعد الزواج، لذلك نريدك أن تفكري في الزواج بمضامينه السامية والراقية، وفوائده الدينية والاجتماعية.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات