السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر كل من ساهم في هذا الموقع، وجعله الله في موازين أعمالكم.
وبعد فأود أن أطرح بعض الاستشارات لثلاثة أشخاص:
الشخص الأول: الوالدة -أطال الله في عمرها- عمرها 48 سنة، وتعاني منذ 17 سنة من الخوف من الأماكن المغلقة، والذهاب بعيدا عن المنزل، سواء كان لنزهة أو لسفر أو لغيره، تذهب ولكن متوترة، ويأتيها ضيق تنفس.
واستعلمت دواء اسمه سيروكسات منذ 6 سنوات، وليس عن طريق طبيب نفسي بل عن معرفة الدواء من صديقتها، وتغلبت بعض الشيء البسيط على المخاوف، ولكن هي لا تستعمل الدواء كما يجب، فتستعمله يوما وتتركه يومين إلى ثلاثة، وأصابتها تشنجات منذ عام، واكتشفنا أنها من الدواء، وانبعث فيها الخوف، وتود أن يجلس أحد معها في المنزل خوفا من التشنجات.
الشخص الثاني: أخـي أصغر منـي، وعمره 23 سنة، أصابته جرثومة المعدة، والقالون العصبي، وهو مريض بالقلب منذ الصغر، وأصبح حبيس التفكير والخوف والقلق، ويذهب في فترات متقطعة للمستشفى للفحص على نبضات القلب حتى أطمئن حاله، ولكن يعاني من مشكلة التوتر والخوف والقلق، ولا يود أن يعمل بسبب هذه المشاكل.
الشخص الثالث: أخي والأصغر أيضا، وعمره 20 سنة، أصابته جرثومة المعدة وتم علاجها -ولله الحمد- ولكن بقي لدينا مشكلة وهي: ارتجاع المريء؛ فهو بين فترات يقوم في الصباح ويستفرغ -أعزكم الله- حتى وإن لم يأكل شيئا قبل أن ينام، وعندما تأتيه هذه المشكلة يبدأ في لزوم البيت لمدة أسبوع، ولقد خرج من العمل لأنه سوف يكمل دراسته في الخارج خوفا من أن يرجع المرض إليه، والوالدة بعيدة عنـه، فهو مثل الطفل تماما عندما يمرض يود أن يكون بجانب والدته.
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أسرتك.
بالنسبة للفاضلة والدتك: فهي تعاني من قلق المخاوف، والقلق هذا أو المخاوف ازدادت بعد التشنجات، هذه الحالات تعالج وتعالج بصورة صحيحة.
الذي أراه أن تذهب الوالدة إلى طبيب نفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بأخذ التفاصيل التفصيلية عن تاريخها المرضي، وبعد ذلك سوف يشرح لها ويخطرها بالتشخيص، ثم الإجراءات العلاجية.
هذه الرزمة من الإجراءات ضرورية جدا لإقناع مريض المخاوف بأن حالته يمكن أن تعالج، وتعالج بصورة صحيحة جدا، حين يستمع المريض مباشرة من الطبيب الذي يثق فيه، قطعا الفائدة العلاجية عظيمة وعظيمة جدا.
أخي الكريم: الآن هناك تقدم كبير وكبير جدا في علاج المخاوف، هنالك أدوية غير الزيروكسات، وأنا متأكد أن والدتك محتاجة لشيء من الشرح المهني الدقيق الذي يقنعها -هذا مهم جدا - وفي ذات الوقت قطعا هي محتاجة لأن تشجع للخروج، ومن الضروري جدا أن تشعر بأن مهاراتها لا زالت موجودة، وأن دورها كأم محفوظ، وأنكم في حاجة لها، هذا فيه الكثير من الدعم النفسي.
بالنسبة للأخ الذي يبلغ ثلاثة وعشرين عاما ويعاني من علة في القلب والقولون العصبي، ولديه نوع من قلق المخاوف أيضا: هذه الحالات أيضا ليست صعبة العلاج، وعليه أن يخطر طبيب القلب بذلك.
معظم الأطباء الآن لديهم إلمام كاف بعلاج حالات المخاوف المرتبطة بأمراض القلب، وحتى في بعض المستشفيات توجد عيادات مشتركة، يعني طبيب القلب والطبيب النفسي يكونان في نفس المكان.
هذه الحالات علاجها سهل أيضا، لكن نسبة للعلة العضوية – أي مرض القلب – لا بد من أن يكون الوصف الدوائي دقيق، ويجب أن يعطى له الدواء السليم، حتى لا تحدث أي تفاعلات سلبية مع الأدوية التي يتناولها.
إذا طمأنه وحثه على الذهاب لطبيبه، وأن يشرح له الحالة، هذا يساعده كثيرا، ومن جانبكم قطعا المساندة النفسية، والدفع الإيجابي، والتشجيع دائما مفيد جدا.
بالنسبة للأخ الأصغر الذي يبلغ عشرين عاما: موضوع جرثومة المعدة وارتجاع المريء هي أعراض شائعة جدا، ومعظم الذين يعانون من هذه العلة لا يقتنعون بطبيعة مرضهم إلا إذا قابلوا طبيب الجهاز الهضمي، هذه حقيقة؛ لذا مقابلته لطبيب الجهاز الهضمي مرة أو مرتين، وإذا كان هنالك حاجة للتنظير فلا بد أن يتم هذا الفحص.
المشكلة - إن شاء الله تعالى – بسيطة، وسوف تحسم من خلال طبيب الجهاز الهضمي.
أما موضوع ما يأتيه من تخوف وما يتعلق بموضوع إكمال الدراسة: أعتقد أنه ليس هنالك ما يمنعه أبدا، تشجعيه وإشعاره بأهمية المعرفة والعلم سوف تحرك فيه - إن شاء الله تعالى – الدوافع الإيجابية.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: أطباء الجهاز الهضمي أيضا على وعي وإدراك تام بالأدوية المزيلة للقلق والمخاوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم..........استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان/ وتليها إجابة د. محمد حمودة..........استشاري أول - باطنية وروماتيزم:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
سأجيبك على موضوع أخيك الأصغر الذي يعاني من الارتجاع في عصارة المريء إلى المعدة: يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم، فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة؛ وبالتالي يحصل تخريش لمخاطية المريء, يسبب التهابا في المريء وألما وحرقة في أسفل الصدر.
وهناك أمور تزيد من أعراض الارتجاع يجب الانتباه إليها، والابتعاد عنها، ويمكن مع الأدوية أن تختفي الأعراض بإذن الله:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل:
- الدهون.
- المقليات.
- المشروبات الغازية.
- الشاي والقهوة.
- الشكولاتة.
- الفلفل.
- الشطة.
- المأكولات الحراقة.
-النعناع.
- الكاتشب.
والعلاج في مثل حالة أخيك يعتمد على الالتزام بالتالي:
- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها, والتي يلاحظ المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس, بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا لسنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة؛ لذا فإن على أخيك الاستمرار بتناول مضادات الحموضة وبشكل يومي، واتباع التعليمات السابقة.
نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.