تبت من ممارسة العادة السرية، لكنني ما زلت أخشى عقوبة الله.

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا فتاة عمري 22 سنة.

كنت أمارس العادة السرية، وتبت منها -والحمد لله- إلى الله، وأصلي الصلوات في وقتها، وأكثر من الذكر، ولكنني ما زلت أعيش الخوف من نتيجة فعلتي، وأن الله لن يقبل توبتي، وأنه سيعاقبني في الآخرة.

كلما تعرضت لفشل، أو لخيبة، أقول لنفسي: هذا عقاب من ربي، فمثلا: لم أفلح في الاختبار، فأرجعت الأمر إلى عقاب الله لي، كذلك قد أصبت بمرض التصلب اللويحي المتعدد منذ سنتين، فاعتبرته عقابا.

وصرت أخاف من فكرة الزواج، وقد تقدم لخطبتي شاب، وما زلت حائرة في الأمر، وحالتي النفسية ليست جيدة، إضافة إلى الخوف الشديد من الموت، وفقدان الثقة بالنفس.

سؤالي: على ماذا تدل هذه الأعراض؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونهنئك على التوبة من تلك الممارسة الخاطئة، ونهنئك على العافية التي وصلت إليها من المرض، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لك التوفيق والسداد.

ونحب أن نؤكد لك أن العظيم -سبحانه وتعالى-، الذي أعانك على التوبة، والعظيم الكريم الرحيم الذي أعانك حتى بلغت الشفاء، والشفاء بيد الله -تبارك وتعالى-، هو الكريم الذي ينبغي أن تلجئي إليه ليعينك على مستقبل أيامك، ومستقبل حياتك، ونعتقد أن هذا الزواج سيكون فاتحة خير، فأقبلي على هذا الخاطب الذي طرق بابكم، وأرجو أن يتأكد الأهل من صلاحه، وصلاته، وطاعته لله -تبارك وتعالى-.

واعلمي أن الزواج سيسد كثيرا من الفراغ الذي تعيشين فيه، ونحب أن نؤكد لك أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن من تاب تاب الله عليه، وأن هذه الممارسة التي حصلت منك، ثم تبت منها، ورجعت إلى الله -تبارك وتعالى-، يتوب الله -تبارك وتعالى- على من يصدق في توبته ويرجع في أوبته، وإذا أخلص الإنسان في توبته، وصدق في رجوعه إلى الله، فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.

واعلمي أن هذه الوساوس الزائدة التي تأتيك من الشيطان؛ لأن هم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، والشيطان يريد لمن تاب أن يفقد الثقة في نفسه، والشيطان يريد من الإنسان أن يعود إلى المعصية، ولذلك يوسوس له بمثل هذه الوساوس، أو ليوقعه في معصية أخرى، وهي اليأس من رحمة الرحيم، واليأس من مغفرة الغفور -والعياذ بالله-.

ولذلك نحن نؤكد لك أن الله غفار، كما قال عن نفسه: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} وغفار صيغة مبالغة، وهو -سبحانه وتعالى- يفرح بتوبة من يتوب إليه.

يريد كذلك الشيطان أن يحول بينك وبين الحلال؛ لأن الشيطان يفرح بالمعاصي، ويغضب من الطاعات، ويغضب من الزواج؛ لأن الزواج استقرار؛ ولأن الزواج حياة وحلال وسعادة للمسلمة؛ ولأن الزواج عفاف للزوجين وطهر، ولذلك ينبغي أن تعاملي هذا العدو بنقيض قصده.

وعليك كذلك أن تستفيدي من وجهة نظر أهلك، وتتعرفي على الشاب، إذا كان صاحب دين وصاحب أخلاق، فعليك أن تقبلي عليه، وتعطوه الموافقة، وتستعيني بالله -تبارك وتعالى-، فإن في الزواج مؤانسة، في الزواج راحة، في الزواج لذة، في الزواج سعادة، وفي الزواج عون للإنسان على كل خير، بل إن المسلمة تنشغل بزوجها وعيالها، لتنال رضوان الله -تبارك وتعالى-.

لذلك نتمنى ألا تفوتي هذه الفرصة، فإنها مفتاح للسعادة، وباب جديد للحياة الجديدة التي ينبغي أن تعيشيها، وهذا هو الأصلح لكل فتاة، والمرأة لا يمكن أن تنال السعادة الكاملة، إلا في صحبة زوج مطيع لربه -تبارك وتعالى-، يسعى في إكرامها، وتسعى في احترامه، وإكرامه وتقديره، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، والزوج الصالح، والحياة المستقرة، وتربية الأبناء، طريق إلى الجنان، وطريق الاستثمار، والثمرات في الآخرة، وفي الأجر والمثوبة عند الله -تبارك وتعالى-، فلا تترددي في القبول بهذه الفرصة، التي جاءتك، ونعتقد أنها فرصة من ذهب.

نسأل الله لك التوفيق، والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، وندعوك إلى أن تتعوذي بالله من الشيطان، وأكثري من ذكر مالك الأكوان، وعمري دارك بتلاوة القرآن، وحافظي على أذكار المساء والصباح، واقرئي على نفسك الرقية الشرعية، والتحقي بمراكز العلوم الدينية، وحفظ القرآن الكريم، وابحثي لنفسك عن رفقة صالحة، يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكن عونا لك على الطاعة إذا ذكرت، ولا تجلسي وحدك فإن الشيطان مع الواحد، واقتربي من أسرتك، وعيشي معهم، واطردي هذه الوساوس، وكلما ذكرك العدو بالماضي، وبالمخالفات، جددي التوبة، وأكثري من الاستغفار، فإن هذا العدو سيهرب ويحزن؛ لأنه يبكي إذا سجدنا، ويندم إذا استغفرنا، ويتحسر إذا تبنا، فعاملي عدونا –كما قلنا– بنقيض قصده.

نسأل الله لك التوفيق، والسداد والثبات والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات