كيف يمكن أن أوفق بين دراستي الأكاديمية وقرآني وتجارتي؟

0 250

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أقرأ القرآن، وأدرس الدراسة الأكاديمية، وأعمل في التجارة، فكيف يمكنني أن أوفق بينها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه الهمة العالية، نسأل الله أن يزيدك حرصا وإصرارا وخيرا، ويسعدنا أن نؤكد لك أن هذا هو النموذج الذي نريده، ويذكر بالخير في هذا المقام البروفيسور (يوسف الخليفة أبو بكر) نسأل الله أن يطيل في أيامه، وكيف أنه كان يشجع الطلاب – طلاب العلم - الذين لهم مهن ولهم حرف ولهم وظائف؛ لأن هذا كان واضحا عند سلف الأمة الكرام، فالعالم عندهم لم يكن موظفا، وإنما كانت له مهنة أو له تجارة أو له عمل، ولذلك فيهم (البزاز) و(الخياط) (الساعاتي) و (العطار) إلى آخر هذه المهن التي ينتسب إليها العلماء.

نحيي عندك هذه الروح، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يبارك لك في تجارتك، وأن يبارك لك في وقتك، وأن يبارك لك في دراستك.

هذه المسألة لن تكون صعبة -بإذن الله تبارك وتعالى- إذا نظمت وقتك، فأعطيت كل جانب من هذه الجوانب حظه وحقه، فلو جعلت القرآن مع الصلوات -قبل الصلاة وبعد الصلاة- ثم اشتغلت في تجارتك، وأثناء التجارة لو راجعت ما تحفظ، ثم بعد ذلك تنظم وقتا للدراسة الأكاديمية، وتنظم وقتا للنفس أيضا، تعطيها حظها وحقها من الطعام والراحة، بل والترويح، ونتمنى لك النجاح والتوفيق.

المسألة تحتاج إلى تنظيم وقت، ومثلك يستطيع أن ينظم وقته، ويستطيع أن يفعل الكثير؛ لأننا نملك أوقاتا كثيرة لكن لا نحسن استثمارها، ولا نحسن إدارتها، ولا نحسن تنظيمها، والمسلم ينبغي أن يعلم أن هذا الزمن وأن هذه الثواني غالية، رغم أنها تبدو رخيصة إلا أنها لا يمكن إعادتها ولا يمكن شراءها حتى بأغلى الأثمان.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يستخدمك فيما يرضيه، وأن يعينك على هذه الطاعات وهذه الأعمال، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، وأرجو أن تكون أول الخطوات أن تضع جدولا، تحاول أن تنظم فيه وقتا للدراسة، ووقتا للعمل، ووقتا لحفظ كتاب الله ومراجعة ما حفظت، وأرجو أن تستفيد أيضا من صلاة النوافل في مراجعة ما تحفظ، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات