السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة بعمري 21 سنة، تعرفت على شاب ومن بداية علاقتنا كانت نيتنا الزواج، ومع الأيام والمواقف تعلقنا ببعضنا أكثر، وازدادت رغبتنا في الزواج.
تعرف على أهلي، وعرفنا على أهله، وتقدم لي مرارا، ودائما هناك ما يعرقل هذا الزواج خاصة وضعه المادي، وكنا نتقابل حتى وقعنا في الحرام، وندمنا كثيرا، فعلم الجميع بما حدث بيننا، وقد عارضوا أهله الزواج لكنه أصر على رأيه فخضعوا لرغبته، أما أهلي فقد عاتبوني على ما فعلت.
الآن بعد معرفة أهلي بالأمر، كلم الرجل والدي، واستمهله إلى أن ينتهي من دورته العسكرية التي مدتها ثلاثة أشهر، وبعدها يتقدم لخطبتي رسميا، لكن أهلي غير مقتنعين، وأنا لا أستطيع نسيانه، ولا أرغب بالزواج من غيره، وأفكر أحيانا أن أتزوجه رغما عن أهلي، المهم أن أكون معه ولا نفترق.
سؤالي: ما الحل لمشكلتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، ونحب أن نؤكد لك أن القرار الصحيح، وأن المشوار الصحيح، يبدأ أولا بالتوبة النصوح من كلا الطرفين على ما وقع من مخالفات، والتوبة بينك وبين الله -تبارك وتعالى-، ولست ملزمة وليس ملزما بأن يفضح نفسه، لكن الأساس في هذه المسألة يبدأ بالتوبة النصوح، ثم بالتوقف عن هذه العلاقة حتى يحصل لها الغطاء الشرعي، وحتى يتقدم بطريقة رسمية لطلب يدك.
نحن نرى أيضا أن تتزوجي وتكملي معه المشوار، شريطة أن يكون حال كليكما بعد التوبة: إقبال على الله، وإكثار من الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
نؤكد لك أن المهم الآن –أهم شيء كما قلنا– هو التوبة والرجوع وصدق الميل من الطرفين، وهذا الإصرار الذي ينبغي أن يظهر منه هو على إكمال المشوار معك، وأنت أعلم بمصلحته، إذا كان حال الشاب يظهر عليه التدين والأخلاق الفاضلة، فليس لأحد أن يقف في طريقكما، وليس هناك مصلحة في منعك من الزواج منه، خاصة بعد الذي حصل بينكما، فإنه لا يصلح إلا أن تصلحوا هذا الخطأ بالتوبة أولا، توبة نصوح، ثم بعد ذلك بإكمال المشوار، وما حصل بينكم من الحرام لا يمنع وقوع الحلال الذي هو الزواج، بالشروط التي أشرنا إليها.
نسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، فنحن نرى إكمال هذا المشوار، والاجتهاد في إقناع أهلك في هذه المسألة، وفعلا قد يحصل لك ما تتخوفين منه، لأنك ستكونين مع زوج وقلبك مع آخر، وهذا فضلا عن أن الزوج الجديد قد لا يقبل بك إذا شعر أنك مارست علاقة أخرى، بخلاف صاحب العلاقة؛ فإنه المتسبب والمشارك في هذا الخطأ الذي حصل، وهنا ينبغي أن نوجه رسالة للأهل، أن لا يعقدوا مسألة الزواج عندما يأتي الخاطب المناسب، حتى لا تحدث وتحصل أمورا لا تحمد عقباها بهذه الطريقة، فهم بتعقيداتهم وتأخرهم ورفضهم، أعتقد أنهم جزء لهذا الإشكال الذي حصل، ولست معفية، وليس الشاب معفيا، ولكن أرجو أن نصلح هذا الخطأ بالتوبة النصوح، والرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-.
إذا الآن المطلوب توبة وتوقف، ثم على الشاب أن يأتي من الباب، ونتمنى أن يقترح على الأهل أيضا حتى تكون المناسبة سعيدة فعلا، ويفرح الجميع.
ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.