السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم في البداية على هذا الموقع الرائع، الذي سمح لنا بالإطلاع على العديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب، ومحاولة اجتنابها.
مشكلتي هي: أنني أقوم بمراسلة ابنة عمي، وابنة خالتي على وسائل الاتصال المختلفة، ولا أدري إذا كان ذلك جائزا أم لا؟ كما أن أخي يتحدث معهن بطلاقة وبلا أي خجل، أما أنا فلا أستطيع حتى النطق بالسلام، فما هي نصيحتكم؟ وما هو قولكم؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونشكرك لتواصلك معنا وحسن ثنائك علينا، ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك، وأن تجد لدينا دائما ما يفيدك وينفعك.
نشكر لك ثانية - أيها الولد الحبيب – حرصك على معرفة الحدود الشرعية لعلاقتك بقريباتك، وحرصك كذلك على الوقوف عند حدود الله تعالى، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك.
ونقول - أيها الحبيب –: إن ابنة عمك وابنة خالتك أجنبيات عنك، والله عز وجل قد أحاط العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه بأنواع من الضوابط والآداب، التي مؤداها حفظ الجميع من الانجرار وراء خطوات الشيطان، ولهذا ينبغي أن نتعامل مع هذه الآداب بأخذها بحزم وجد، بالعمل بما فيها والوقوف عند حدودها، فإن في ذلك الخير لكلا الجانبين، والله عز وجل أعلم بخلقه، وأعلم بما يصلحهم، وقد قال سبحانه: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
وكان مما شرعه الله تعالى أيها الحبيب – أن منع النساء من الخضوع بالقول، بمعنى أن تتكلم مع الرجل، أو أن تكتب إليه بكلمات فيها لين وخضوع بالقول مما قد يثير لديه الرغبة بهذه المرأة، ويكون سببا لأن يوقعهما الشيطان في حبائله فيجرهما إلى ما حرم الله تعالى من أنواع المعاصي كالزنى أو مقدماته.
ولهذا يذكر الفقهاء أنه يحرم على المرأة أن تبدأ الرجل الأجنبي بالسلام، كما يكرهون للرجل أيضا أن يبدأ المرأة الأجنبية بالسلام، وإذا كان هذا في السلام فيكف بما عداه من الكلام، وهذا يدلك على اهتمام الشريعة الإسلامية بحفظ الرجال والنساء بعيدا عن أسباب الفتنة، وهذا من رحمة الله تعالى بنا ولطفه بنا، فينبغي أن ندرك هذا تمام الإدراك، وأن نعلم بأن ما شرعه إنما شرعه لمصالحنا.
وبهذا تعلم – أيها الحبيب – أنه إذا دعتك حاجة لمخاطبة قريباتك أو الكتابة إليهن فينبغي أن يكون ذلك بقدر الحاجة، وبأسلوب بعيد عن أي إثارة، وأن يكون الكلام محتشما، وننصحك بألا تراسلهن حال انفرادك، وألا تكلم الواحدة منهن حال انفرادك، ولو كان بالهاتف، فإن هذا من الأسباب التي قد يتسلط بها الشيطان على قلبك فيجرك إلى ما ورائها، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والمزيد من الهداية والصلاح، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.