تعرفت على فتاة بقصد الزواج ونتحدث مع بعض.. فما نصيحتكم لنا

0 514

السؤال

السلام عليكم.

أستشيركم في مسألة، وأتمنى أن تعطونا نصيحة أنا وفتاة أعرفها، أحببتها وهي أحبتني، تعرفت عليها عن طريق النت، أحببتها بسبب دينها، وطريقة تفكيرها وأخلاقها، أريد أن أتزوج، وأحببتها وأردتها زوجة لي.

الفتاة تسكن ببلد بعيد عن بلدي، وأنا حاليا لا أملك الإمكانيات للذهاب هناك، عمري 21 سنة، وأريد أن أتزوجها، وصراحة أحبها بشدة، وعازم على أن أعمل حتى أوفر الإمكانيات للزواج بها، ويصير لحبي معنى، فأنا لا أومن بحب هدفه غير الزواج، أو خارج عن الحلال.

هي تشعر بالقلق وعدم الراحة؛ لأن لديها مشاعر تجاهي، وقررنا أن نتكلم فقط بشكل أخوي وعادي، وكأن أمها أو أخاها موجودان معنا، وهي لا تشعر بالراحة مع ذلك، ولهذا قررنا أن نستشيركم.

علاقتنا في إطار المنفعة والنصيحة والاستشارة، هذا ما نتكلم بخصوصه طوال الوقت، فهي تنصحني وأنا أنصحها وأوجهها.

أخذنا قرارا بأن لا نتكلم، لكن صحتها تدهورت كثيرا، حتى مزاجها، ولذلك قررنا أن نبقى لكن نتحدث في حدود.

أتمنى أن تفيدونا، وتوجهونا للصواب، وإبداء رأيكم في حالنا، ومكانه من الشرع.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يخفى على أمثالك أن الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين شاب وفتاة إلا في إطارها الشرعي بخطبة معلنة، وحتى بعد الخطبة نحن لا نفضل كثرة الكلام؛ لأن كثرة الكلام تجلب مزيدا من التعلق، وهذا التعلق إذا لم يجد الإنسان له مصارف شرعية صحيحة فقد يكون سببا في توتره أو ضياعه أو انحرافه، ونحن في زمان الفتن، والمسألة لا تستمر مجرد كلام، ولكن هناك تطورات، فهذه هي البدايات، والنهاية لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى.

إذا كان أهل الفتاة على علم – ولله الحمد – فهذا يعني أن الفتاة أصبحت مخطوبة لك، وأرجو أن تشتغلوا بطاعة الله تبارك وتعالى، وتهيئ نفسك بإعداد نفسك، ثم تقدم على طلب يدها بطريقة رسمية، ونتمنى قبل ذلك أن تشرك أسرتك في الأمر، تأخذ رأيهم، وحتى لا يكونوا آخر من يعلم، فإن من مصلحة الشاب أن يعلم أهله بالفتاة التي يريدها، حتى يأخذ الموافقة المبدئية، ويوقن أنهم معه، وسيكونون معه غالبا إذا أخبرهم في البداية، بخلاف ما لو تفاجؤوا بتلك العلاقة وبتطوراتها في آخر الأمر، فإن هذا يدفعهم للعناد حتى وإن كانت الفتاة مناسبة.

نحب أن نؤكد على كلمة حب، وأنه استمر، وأنه أصبح قويا، وأنه كذا، فكيف يحصل هذا دون أن يكون هناك رابط شرعي، ونحن نسمي هذا إعجابا، وإلا فالحب الفعلي الحلال الحقيقي هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالثبات على الدين وبالتعاون على البر والتقوى ثبوتا ورسوخا.

من مصلحتكم أن تتوقفوا تماما، وتعد نفسك ثم تطرق البيت وتأتي دارهم من الباب، وبعد ذلك تصبح زوجة لك ليس بمجرد الكلام وإنما هي زوجة بكل ما تحويه هذه الكلمة.

نحب أن نؤكد لكم أن هذا التواصل لن يجلب لكم إلا الأتعاب، وإذا كانت الفتاة تريد نصيحة فعليها أن تطلبها من الداعيات ومن النساء، وأنت أيضا تتناصح مع الشباب فيما بينكم، فإذا أصبحت العلاقة شرعية ورسمية فعند ذلك تناصحوا وتعاونوا على البر والتقوى وعلى السجود والركوع والطاعة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكم على الخير، وأن يعيننا وإياكم على طاعته وعلى تجنب الخروج عن شرعه وتجاوز حدوده، فإن الله يهدد المتجاوزين بقوله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

نسأل الله لك ولها وللشباب جميعا التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات