أعاني من الخوف الشديد من أصوات القصف.. هل هذا طبيعي؟

0 330

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 21 عاما، أعيش في منطقة تشهد دائما وبشكل شبه مستمر قتالا عنيفا، ومشكلتي هي أنني عندما أسمع صوت الانفجارات أشعر بالرعب الشديد، حتى حينما أسمع صوت الطائرة تحلق أضع أصابعي في أذني خوفا من صوت القصف، وخلال فترات القصف أخاف أن يراني أحد وأنا في هذه الحالة بالتأكيد سيتهمني بالجبن، ويصاحب هذا الخوف امتناع عن الطعام، وفقدان للشهية.

دائما أتهم نفسي أني جبان، وأني لست رجلا، فيزيد الضيق النفسي عندي، مع العلم أني ملتزم بصلاتي وواجباتي الدينية، والحمد لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أحد يريد أن يسمع صوت القصف، وحين أقول لا أحد، أقصد: الإنسان العادي والإنسان صاحب الضمير والإنسان الذي يعرف قيمة الحياة.

أنت بالفعل لست بجبان، ونشأت فكرة الخوف من القصف عندك؛ لأن القصف ارتبط بمآس وجراحات وموت وتدمير، إذا خوفك لما سوف يتبع هذا القصف، وما سوف ينتج عنه القصف، لكن الصورة تمثلت لك في أنك تخاف من القصف في حد ذاته، لأنه قطعا الوسيلة التي تؤدي إلى ذلك التدمير والقتل.

حالتك هذه نوع من (عدم القدرة على التكيف) أو (عدم القدرة على التواؤم) مع وضع بالفعل يصعب التواؤم معه، فالذي أراه أنك تتفاعل تفاعلا إنسانيا نفسيا طبيعيا لدرجة كبيرة، وإن كان هنالك نوع من المبالغة فيه.

الذي أراه هو أن تكثر من الاستغفار في لحظة هذا القصف -الذي نسأل الله تعالى أن يتوقف- وأكثر من الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم – وكبر وهلل وادع الله وأنت موقن بالإجابة، ادعوه أن يحفظك ويحفظ عامة المسلمين من هذه الشرور.

هذا هو كل الذي يمكن أن تقوم به، ومن خلال جلسة تحليلية نفسية مع نفسك أعتقد أنك سوف تصل إلى قناعات أن هذا التدمير وما يجلبه من آلام لهو وضع مأساوي لكنه يشمل الجميع، وحين ينظر الإنسان إلى عموميات الأمور وينظر أنها كيف تقع على عدد كبير من الناس، هنا تتحسن قناعاته النفسية بأن خوفه ليس خوفا مبررا، أو ليس كله مبررا.

فأرجو أن تصل إلى هذه القناعات، لكن من وجهة نظري تفهم الموقف والدعاء هما أفضل وسيلة لتجاوز هذه اللحظات المؤلمة.

من الجميل أنك ملتزم بصلاتك وواجباتك الدينية، وهذا أمر طيب وجميل، نسأل الله تعالى أن يزيدك من هذا العمل خالصا لوجهه، وأؤكد لك كما ذكرت أنت أنك لست بجبان، هذا تفاعل إنساني في المقام الأول.

هنالك أدوية تزيل الخوف والتوترات، وأنا إن وصفت لك دواء لن أصفه نسبة لخوفك من هذا القصف، لكن ليساعدك لتجاوز الوضع المحزن الذي أنت فيه، وكذلك بمن حولك، فإن كان بالإمكان أن تتحصل على دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت)، والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، لا بأس في ذلك، وتتناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة (خمسين مليجراما) ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما -أي نصف حبة - يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أنا - كما ذكرت لك -لا أرى أن الدواء حتمي وضروري، لكنه قد يكون أمرا مساعدا، فإن كان من السهل الحصول عليه فلا بأس من تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات