السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عمره الآن 24 سنة، عندما كان في الثانوية في الصف الثاني كان ما شاء الله في كل تصرفاته ودروسه ممتاز، ولكن بعد إجازة الصف الثاني تغيرت وتبدلت حياته.
قيل: أصيب بعين، وأمي بذلت كل ما بوسعها لعلاجه، -والحمد لله- الشافي ربنا.
دخل أكثر من جامعة، ويغير كل فترة، كثير الكلام، ونظرته للحياة نظرة تشائم، وما زال في الصف الأول، كثير الحركة، كثير الكلام والكلام غير ذي جدوى، حاولنا أن نتصل بباحثة اجتماعية لكن اعتذرن أكثر من مرة، ولا نعرف ماذا نفعل له؟
كما ذكرت كان ممتازا في كل شيء، ويقول: بأنه أصبح لا يفهم، ساعدوني ساعدكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال.
يبدو من الوصف أن هذا الأخ ربما يعاني من حالة نفسية معروفة، وخاصة في هذا العمر، حيث يصبح كثير الكلام، وكثيرا منه غير مفهوم، وينتقل من موضوع لآخر وبشكل غير مترابط، وربما يفكر بمشاريع جديدة متعددة مما يمكن أن يفسر انتقاله من جامعة لأخرى، وتتراجع قدراته على التركيز والحفظ، وربما التفكير، مما يجعله يتراجع دراسيا.
والغالب أن تترافق هذه الأعراض بفرط الحركة، وضعف القدرة على الجلوس بهدوء لبعض الوقت، وقد تترافق هذه الصورة ببعض الأفكار السوداوية أو المتشائمة، والتي قد تختفي أحيانا ويعود إليه التفاؤل المبالغ فيه، وهكذا.
ويمكن أن تنتج هذه الحالة إما: عن حالة من "الهوس" وهي حالة نفسية معروفة، وتحتاج للعلاج الدوائي من قبل الطبيب النفسي.
والاحتمال الثاني: أن مثل هذه الأعراض تنتج أحيانا عند استعمال بعض الأدوية، أو الممنوعات.
وعلى كلا الحالتين، أنصح بزيارة عيادة الطب النفسي؛ حيث يمكن للطبيب النفسي أخذ القصة بالتفصيل، وفحص الحالة العقلية أو النفسية لهذا الشاب، ومن ثم تحديد التشخيص الدقيق، ومن بعدها العلاج المناسب.
وسواء كانت هناك إصابة بالعين أو لا، فقراءة القرآن الكريم دوما مفيدة للمسلم في دنياه وآخرته.