هل الرهاب الاجتماعي يسبب التشنج؟ وما علاجه؟

0 504

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي باختصار الرهاب الاجتماعي، فالرهاب كان خفيفا، وفي الآونة الأخيرة اشتد لدرجة أن أول مرة ذهبت لدكتورة الأسنان ارتجفت قدماي ولم أستطع التحكم بها، وبعد فترة حصل خلاف بيني وبين إحدى قريباتي وقالت لي: يا فاشلة، من بعد الخلاف معها وأنا أشعر بخوف، وقلبي ينبض بسرعة، وصداع وصعوبة بالنوم وعدم الاطمئنان، باختصار صرت أخاف، خاصة من بعد خلافي معها؛ لأن صوتي كان مرتفعا جدا أثناء الخلاف، حتى أني استغربت بعدها.

بعد الخلاف بشهر كانت عندي مقابلة وظيفية، وكنت خائفة، لدرجة أن قلبي ينبض بشدة، وشعرت بالخوف وتشنجت لأول مرة في حياتي، رغم أني بعمر 23 عاما، وذهبت للمستشفى وأعطوني مهدئات ومنوما، وبعدها استيقظت وما زالت يدي تؤلمني من شدة ما قبضتها بقوة من التشنج، وفكي ثقيل ومائل، لدرجة خفت أن أشل، ومع الحبوب والمهدئات رجع فكي مثلما كان، وصحتي استقرت نوعا ما، الآن أستخدم حبوب السيروكسات حبتين باليوم، ولكن الغريب التشنج من أين أتاني؟ وهل من حبوب تساعد؟ وهل يمكن أن يرجع التشنج مرة أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ توتو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هي إحدى حالات (قلق المخاوف) والعلاج لها والتصدي لها من خلال تحقيرها، وعدم الاهتمام بالخوف، والقيام بما هو ضده، يعني الإكثار من المواجهات وقوة الثقة في النفس هي الأسس العلاجية الرئيسية.

ما وصفته بالتشنج لا أعتقد أنه تشنج عضوي أو مرضي، يعني ليس له علاقة بكهرباء الدماغ، هو غالبا ناتج من حالة قلق المخاوف التي تأتيك، وفي مثل هذه الحالة ننصحك بالتعبير عن ذاتك؛ لأن الاحتقانات الداخلية والتراكمات النفسية السلبية تؤدي أحيانا إلى تعبير جسدي سلبي، وإظهار التشنجات بصورة لا إرادية هو أحد المنافذ النفسية الخاطئة التي يفرغ الإنسان من خلالها ما يكون في داخل وجدانه، هذا هو التفسير لهذه التشنجات وهذه طريقة التعامل معها، ألا تحتقني، أن تعبري أولا بأول، لكن في ذات الوقت إذا أردت أن تحكي هذا لطبيبك أعتقد أن ذلك سوف يكون مهما، وربما يقدم الطبيب على القيام بفحص يسمى بتخطيط الدماغ الكهربائي، وذلك فقط من أجل الاطمئنان عليك.

الزيروكسات دواء ممتاز، استمري عليه بذات النمط الذي نصحك به طبيبك، ومن ناحيتي أريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين للتنفس التدرجي، وكذلك تمارين لقبض العضلات وشدها واسترخائها، وهي لا تطبق ميكانيكيا وآليا، لا بد أن تستصحب بعلمية عقلية فكرية، يعني أن تسترخي في فكرك، وأنت تطبقين هذه التمارين أكثري من الاستغفار، احمدي الله تعالى، صل على النبي -صلى الله عليه وسلم– وطبقي هذه التمارين، فيها خير عظيم جدا لك، ولتتدربي عليها يمكن أن ترجعي إلى استشارة أعدها موقعنا بخصوص كيفية تطبيقها تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي عليها، وسوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا -إن شاء الله تعالى-.

أرجو أيضا أن تطلعي على كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن)، وكذلك كتاب الشيخ الدكتور محمد العريفي (أسعد حياتك) فيها توجيهات جميلة، وهي تقوم على نهج إسلامي سلوكي، وأعتقد أنها من أفيد ما يمكن أن يقرأه الإنسان ويطلع عليه ويستفيد منه نفسيا وسلوكيا، فجزى الله خيرا هؤلاء المشايخ الكرام.

لا بد أن تديري حياتك بصورة فعالة: اقتلي الفراغ، كوني متفائلة، كوني فعالة، شاركي أسرتك، طوري من مهاراتك، هذا يصرف انتباهك تماما عن التشنجات والقلق والخوف، ويبعث ويدفع نفسك نحو الطمأنينة -إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات