دخلت في دوامة العادة بسبب الفراغ وبقائي في البيت وحدي

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، متخرجة وأبقى في المنزل وحدي ويذهب الجميع للدوام، ابتليت بالعادة السرية، فكلما تبت منها أرجع إليها مع أني أصلي وأصوم، وأقرأ الأذكار وأستمع القرآن ومحافظة على قراءته، إلا أني لم أستطع تركها، حاولت التوبة ولكني أعود، وكلما فعلتها لا أحس بنفسي وكأن أحدا يأمرني بها، فماذا علي أن أفعل أرجوكم؟ فوالله ليس لدي سواكم عونا لي بعد الله.

دمتم بود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -أيتها الابنة العزيزة-، إن أغلب الفتيات اللاتي يمارسن العادة السرية هن فتيات صالحات وتقيات مثلك، لا يقصدن ارتكاب معصية، ويتمنين لو أنهن يتخلصن من هذه الممارسة القبيحة.

والحقيقة هي أنك قد أشرت بنفسك إلى سبب اعتيادك على هذه الممارسة، وهو الفراغ ووجودك وحيدة في المنزل، أي أنك لا تمارسين هذه العادة لأن لديك رغبة جنسية جامحة، أو شهوة عارمة لا تستطيعين السيطرة عليها، بل إنك تمارسينها كنوع من التعويض العاطفي لمشاعر سلبية تنتابك بسبب غياب أي حافز أو طموح يشغلك، وبسبب الوحدة والفراغ فإنك تبحثين عن التسلية والمتعة، فتلجئين إلى ممارسة العادة السرية، وبعد أن تقومي بهذه الممارسة السيئة فإنك تشعرين بالندم وتأنيب الضمير، فتتولد لديك مشاعر سلبية نحو نفسك تصيبك بالحزن والاكتئاب.

وللخروج من هذه المشاعر السلبية فإنك تبحثين عن المتعة مرة أخرى، ولا تجدين طريقة أمامك أسهل من تكرار ممارسة العادة السرية، خاصة وأن الظروف حولك مناسبة فتكررين ممارستها، ثم تندمين وتتألمين أكثر لعدم قدرتك على السيطرة على نفسك، وهكذا تبقين أسيرة حلقة مفرغة تصبح فيها ممارسة العادة السرية هي نوع من السلوك الإلحاحي، يشبه تماما من تصاب بنوبات النهم للطعام كلما شعرت بالحزن والإحباط.

إن الحل عندك بسيط جدا -يا عزيزتي-، وهو شغل نفسك بأي عمل أو وظيفة خارج المنزل، أو الالتحاق بنشاط تطوعي في أحد المراكز الخيرية، أو بجامعة لإكمال دراستك، أو القيام بتنمية هواية تحبينها كالخياطة أو الرسم، فتلتحقين بدورات تضطرك للخروج من المنزل، أو غير ذلك من الأفكار أو النشاطات التي تناسب ظروفك، والمهم هو أن تخرجي من وحدتك، وأن تشغلي وقتك، فستجدين حينها بأن ذهنك قد انشغل بأشياء أخرى كثيرة، وسيصبح للحياة عندك معنى، فتحبين نفسك وتتصالحين معها، وحينها سيزيد تقديرك لذاتك، وستتولد لديك مشاعر إيجابية كثيرة تعطيك متعا دائمة، وتعوضك عن أي متع أخرى زائفة أو مؤقتة، وبذلك تخرجين من هذه الحلقة المفرغة، والمهم هو أن تبدئي وألا تسوفي، فالنجاح في أول محاولة سيكون دافعا إلى نجاحات جديدة -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك لما يحب ويرضى دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات