ما هي أفضل السبل للتوفيق بين الدراسة والعمل؟

0 335

السؤال

السلام عليكم...

لدي أخ عمره 20 سنة، يعمل في وظيفة أمين الصندوق، ويدرس بالجامعة.

مشكلته السهر الطويل، ولا يعطي والدي أي اهتمام، وتحدث مشاكل كثيرة في المنزل بسبب تركه للجامعة.

سؤالي: ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الأخ، الذي نسأل الله أن يصلحه، وأن يهديه، وأن يعينه على الخير، وأرجو أن تعلموا أن هذا الشاب في هذه السن يحتاج إلى حوار هادئ يوصله إلى الإقناع، فالأمر كما قيل: إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، كما أرجو أن نعرف له مكانته وقيمته، ونعطيه الثقة، ونتكلم معه بصراحة حول هذه الأمور، ونبصره بعواقب السهر من الناحية الصحية، وتأثير السهر على الناحية العلمية، بل تأثير السهر حتى على وظيفته التي يعمل فيها، فإن وظيفة أمين الصندوق تحتاج إلى تركيز، والخطأ تترتب عليه مشكلات يدفع ثمنه غاليا.

ولذلك نتمنى أن تدار هذه الأمور بمنتهى الهدوء، وأرجو أن يعامله الوالد على أنه رجل كبير، نحن مشكلتنا أن بعض الآباء والأمهات حتى لما يكبر الابن يظل يطارده ويعامله على أنه صغير، وهذا يخالف مبدأ: (لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، واصحبه سبعا) ابتداء من أربعة عشر عاما اتخذه صاحبا، وشاوره وحاوره، واجتهد في أن تجعله يتحمل جزءا من مسؤوليات الأخطاء، فلو أنه سهر ثم تأخر عن عمله، وجاءته المسائلة أو لفت نظر؛ فإن هذا من أبلغ الدروس له في ترك السهر.

ونحن نقيس على هذا، بمعنى أننا نعطي الحرية، ولكن نذكر بأن الحرية مسؤولية، وأن الإنسان لا بد أن يتحمل تبعات أخطائه، وأن المستقبل دائما للجاد المواظب في عمله، الذي يؤديه بتركيز ودون حصول أخطاء، كذلك ينبغي أن نعرفه بمكانة الوالد ومكانة الوالدين ومكانة الأسرة، وكيف أنها بحاجة إلى أن تأخذ نصيبها من وقت الإنسان، نصيبها من اهتمام الإنسان، ونتجنب دائما أيضا مناقشته عندما يعود من العمل متعبا، أو وقت اندماجه في الهوايات التي يحبها، فعلينا إذا اختيار الوقت المناسب والأسلوب المناسب، وننتقي الكلمات المناسبة، ونبحث عن المدخل المناسب إلى نفسه وإلى قلبه، ثم بعد ذلك نقدم له النصيحة خالصة لوجه الله -تبارك وتعالى-.

نسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه، ونعتقد أنك أقرب الناس إليه سنا، فأرجو أن تتواصلي معه، وتحسني عنده صورة الأسرة، وتذكريه بالواجبات الداخلية لكل أفراد الأسرة، خاصة فيما يتعلق ببر الوالدين وطاعتهم، والصبر عليهم، والإحسان لهم، والاجتهاد في إرضائهم، لأن هذا مفتاح لكثير من نجاح وفلاح في الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات