لا أستطيع التعبير عن غضبي مراعاة لمشاعر غيري، فماذا أفعل؟

0 235

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، عمري 31 سنة.

مشكلتي: أنني أكتم غضبي، ولا أستطيع التعبير عما يختلج بداخلي، وألتزم الصمت خشية أن يستاء الآخرون.

سؤالي: ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

كثيرا ما تكون العواطف والمشاعر التي نشعر بها، إنما هي أعراض وليست لب المشكلة أو الموضوع، فهناك دور كبير للعواطف في إخبارنا عن حالتنا النفسية، وهي دقيقة وعلينا الاستماع إليها، وحتى عندما تهمس همسا في أذننا، وعلينا ألا ننتظر حتى تصرخ هذه العواطف في وجوهنا، وتريد أن تخبرنا بأمر ما.

من الواضح أنك حساسة، وبسبب حساسيتك ربما أنت تكتمين الكثير من شعور الغضب، ولكن ربما بعد فترة تجدين نفسك في حالة انزعاج أمام موقف لاعلاقة له ربما بالموقف الأول، الذي سبب الغضب، إلا أنه كان الشعرة الأخيرة التي فجرت الموقف، فما الحل؟

أن تقومي بالتفريغ التدريجي عما في نفسك من العواطف والمشاعر، وأولا بأول كما يقولون، وعدم جعل الأمور تتراكم كزجاجة المياه الغازية، ومن ثم الانفجار!

ويمكنك التفريغ عن مشاعرك، عن طريق التعبير الكلامي عن نفسك، عندما تكونين في حالة عاطفية معينة، فعند الانزعاج قولي: إنك تشعرين بالانزعاج بسبب كذا وكذا، ونفس الشيء عند الفرح، ولا شك أن هذا يحتاج لشيء من التدريب والممارسة المتدرجة.

هناك عادة طريقتان أساسيتان للتعبير عن المشاعر والعواطف:

إما الطرق السلبية، مثل: الغضب الشديد، وتكسير بعض الأثاث والضرب، وربما تعاطي بعض الممنوعات، أو الحبوب أو التدخين.

أو الطرق الإيجابية، مثل: الحديث المباشر مع الشخص المباشر عن الموقف، وبعض الهوايات المفيدة: كالرياضة والمشي، والرسم، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

والإنسان مخير بين الطريقين، وأحيانا عندما نهمل أنفسنا، قد نجدها تنساق وراء الطرق السلبية للتعبير عن عواطفنا، فنشعر بالندم والحزن.

حاولي أن تدربي نفسك شيئا فشيئا على التعبير عما في نفسك من بعض الانزعاج، ويمكن أن تبدئي بالمواقف السهلة مع أسرتك مثلا، وداخل البيت، ومن ثم التدرج لخارج البيت، وهكذا.

ولاشك أن تقوية الثقة بالنفس في الأمور الأخرى؛ كالأنشطة والهوايات المختلفة؛ تعطيك الكثير من الجرأة في مواجهة ما تريدين التعبير عنه.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة، ولو بشيء من الغضب.

مواد ذات صلة

الاستشارات