السؤال
السلام عليكم...
أنا شاب عمري 23 سنة، موظف دوام شفتات، مرة في الليل، ومرة في النهار، وليس لدي أصدقاء، ولا أهتم بنفسي، وأساعد أهلي بالمال، وفي أمور الحياة، هم بدوني ولا شيء، لا يعرفون يتصرفون، وأفكر كثيرا، ونومي قليل، أنام في اليوم 4 ساعات، ثم أستيقظ، وأحيانا لا أنام، وأشعر بحرقان، وغثيان وفقدان لشهية الأكل، وإذا طلبت شيئا من أهلي لا يقومون به.
مع العلم أني أساعدهم وأقف معهم، أنا طيب مع أهلي وأخدمهم، ولكنهم لا يحترمونني، مع أن بعض زملائي لا يساعدون أهلهم، ولكنهم يحترمونهم، ساعدوني فقد تعبت، وعلي ديون مالية أيضا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا في موقع الشبكة الإسلامية.
كثيرا ما يجد الإنسان نفسه أحيانا في موقف مشابه لموقفك هذا، ولا شك أن قصدك ونيتك حسنة من كل هذا من باب صلة الرحم، ورعاية الأسرة... ولكن.
ولكن لا بد من وضع الأمور في مكانها الصحيح والمناسب، فالحياة أخذ وعطاء في معظم مواقفها، ومن غير المقبول أن "تستغلك" أسرتك ولا تتلقى منهم الاحترام والتقدير، ونحن نعلم من خلال تجارب الكثير من الناس أنه لا بد للإنسان من وضع ضوابط أو حدود للتعامل، ولو ترك الأمر عامة للناس لحلت الفوضى، وتسربت المسؤولية بينهم.
حاول دعوة الأسرة للقاء مصغر، وفيه المعنيون بأمر الأسرة، وخاصة من إخوانك الذين يبدو أنهم لا يساهمون في دعم الأسرة، ومحاولة الاتفاق على توزيع المسؤوليات، فإنه ليس من المتوقع وأنت في هذا العمر أن تكون مسؤولا بمفردك عن كامل الأسرة، وخاصة مع وجود إخوان آخرين، ولا شك أن مقبل على الزواج بعد فترة وتأسيس أسرتك الخاصة.
كنت أفكر أين يا ترى الأب والأم؟ وهل هما في الأسرة؟ وما موقفهما مما يجري؟ فحاول الحديث معهما والأخ برأيهما.
حاول أن تدخر لنفسك ما تستطيع من أجل مشاريعك المستقبلية من زواج وغيره، وخاصة في غياب من يمكن أن يساعدك في تأمين هذه الاحتياجات.
هناك احتمال آخر، ولا بد من ذكره من باب استكمال الصورة، أن الإنسان عندما يقدم عونا أو مساعدة، فإنه يتوقع أحيانا "الكثير" من تقدير الناس لما يقدمه لهم، وأنا أذكر هذا فقط للانتباه بأن لا تكون تطالب بأكثر من الأمر الطبيعي.
وطبعا لا أحتاج أن أذكرك بأهمية رعاية الوالدين، وخاصة إن تعذرت عليهما الأمور، وأنت لا شك تدرك مكانة الأم والأب في حياتنا ومعاملاتنا الإسلامية، وعلمك هذا ربما هو سبب صرفك الحالي على الأسرة، فجزاك الله خيرا، ولكن أحببت في إجابتي أن أوازن بين الأمور المختلفة، وخير الأمور أوسطها.
وفقك الله، ويسر لك ما أنت فيه.