السؤال
مشكلتي الآن مع ابني عمره 9 سنوات يشكو من ألم في بطنه، وتخرج منه غازات بدون شعور، (كأنه لا يستطيع التحكم بالغازات)، أخشى أن يكون لديه قولون عصبي، فهل آخذه لدكتور أطفال، أو دكتور باطنية، أو دكتور نفسي؟ ولا أريد هذا الخيار الأخير.
معلومات عني وعن ابني:
أنا عمري 37 عاما، متزوج ولدي ابنتان وولدان، والمذكور هو ابني الأكبر، تعرضت لسوء معامله من والدي، فأنا لا أحبه أيضا، ولا أشبهه، وكذلك بقية أخوتي لا يشبهونه، لكن نشبه والدتنا، أبي يكره نفسه، ليس لهذا السبب، ولكن أعتقد بسبب الحياة المادية، وهذا حسب ما أرى، وجعلني مثله أكره نفسي.
أشعر الآن بأن تعاملي مع ابني أسوء من تعامل أبي معي، ودائما أردد بأنه لا يشبهني، بل يشبه أمه، وأنا أريده يشبهني فلم أعامله كولدي، وإنما كولد أهل زوجتي، قال لي ولدي ذو 9 سنوات بأنه يكرهنا جميعا، ولا يريد أن يعيش، وأشعر بأنه يعيش مقهورا، ويبكي من أبسط الأشياء من شدة عصبيته.
أريد حلا لولدي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nizar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذه الأسئلة.
أما بخصوص طريقة معاملتك لطفلك، فلا شك أن هذا يبرر ما يشعر به هذا الطفل من عدم الرغبة بالحياة، وكيف أنه يكره أسرته...
إن من الحاجات الأساسية الإنسانية لكل إنسان، عدة أمور: ومنها مثلا بعد تأمين الحاجات الأولية من طعام ومشرب ومسكن... وما من دونه تستحيل الحياة، ويأتي بعدها الشعور بالأمن والأمان المادي والنفسي المعنوي، وكما يقول تعالى عن هذا أنه: {أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، ومن بعدها الشعور بالقبول والتقبل والانتماء.
فكيف يمكن لهذا الطفل المظلوم أن يشعر بأنه إنسان، وأن يشعر بالأمن والأمان، وبأنه متقبل ومقبول من الآخرين إذا لم يكن أصلا يقبله أبوه؟!
لا يا أخي، لا تجعل طفلك يدفع ثمن خطأ والدك معك، والله تعالى يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
والتحدي الكبير أمامك هو كيف يمكنك تجاوز معاملة والدك، لتعامل ابنك بالشكل الأنسب الذي يليق بك ويليق به، وبما تنصح به كل مدارس علم النفس والتربية.
فهيا أيها الأب الحنون، اقترب أكثر من ولدك، اقضوا وقتا مشتركا معا، وأشعره كيف أنك تعتز به وتسر أن الله تعالى وهبه لك، وبصراحة إذا حاولت ذلك، ووجدت صعوبة ولم تستطع التغيير، فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي؛ لأن الأمر يستحق هذا، وإن كان عندي شعور بأنه ربما يمكنك تغيير طريقة تعاملك مع ولدك من دون الحاجة للطبيب النفسي.
وإذا سهلت نوعا ما الآن مهمة تغيير طريقة تعاملك مع ولدك، فسيصبح الأمر أصعب مع مرور الأشهر والسنوات.
وفقك الله، وأصلح الحال بينك وبين ولدك.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. مأمون مبيض: الاستشاري النفسي/ تليها إجابة د. حاتم حمدي الكاتب، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة:
هناك ارتباط كبير بين الجهاز الهضمي والحالة النفسية للمريض، وخاصة عند الأطفال، فقد يعانون من الانتفاخ، وألم البطن، وكثرة الغازات بالبطن، وحتى الإسهال، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وهذا الجانب لا يجب إهماله، ولا بد من التركيز عليه، وعلاجه من البداية حتى لا يترك أثرا بعيدا المدى على الطفل عند الكبر، ولكن على طبيب الأطفال أولا أن يتأكد من عدم وجود مشكلة عضوية مسببة لهذه الأعراض.
وهناك الكثير من المشاكل الصحية العضوية، والتي تسبب نفس الأعراض؛ لذا يجب أولا عمل بعض الفحوصات للطفل، والتأكد من عدم وجود مشاكل مزمنة مثل: التحسس من مواد غذائية معينه مثل: الحليب أو القمح، أو التهابات الأمعاء المزمنة، أو وجود طفيليات بالأمعاء، ويتم الكشف عن كل هذه الأسباب بفحوصات مخبرية للدم والبراز وزراعة البراز والتصوير بالموجات الصوتية، وأحيانا حتى استخدام التنظير المعوي لمعرفة الأسباب، وإذا ما كانت النتائج كلها سليمة يجب التركيز على الجانب النفسي، ولا بد من تعاون الوالدين وبقية الأسرة مع المعالج لمعرفة مدى تأثر الطفل بالضغوطات النفسية التي يتعرض لها.
لذا أنصحك بعرض الطفل على طبيب أطفال متخصص في مجال الجهاز الهضمي أولا، ثم عرض مشاكلك ومشاكل الطفل على الأطباء المتخصصين في المجال السايكولجي والطب النفسي حتى تتحصل أنت وابنك على المساعدة المناسبة لكل منكما، وحتى لا يستفحل الأمر لدى الطفل، وكلما تأخر التدخل المناسب كلما صعب التشخيص، وبالتالي العلاج المناسب.
والله الموفق.