هل تنصحوني أن أنتقل من الفرع الذي أدرس فيه إلى غيره؟

0 294

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في أواخر دراستي للثانوية جاءتني رغبة قوية أن أدرس في كلية الطب, لكن شاء الله أن أذهب إلى كلية العلوم الطبية, وفي الحقيقة أنا لا أرغب فيها كثيرا.

أنا الآن أدرس سنة تحضيرية, وعند تجاوزها -إن شاء الله- سيتم التحويل بإذن الله إلى العلوم الطبية.

سؤالي: هل تنصحوني إذا لم يتسن لي النقل إلى الطب أن أدرسه في الخارج؟ علما أني لا أجد في قلبي ميلا صادقا إلا تجاه الطب.

وصلى الله على نبينا محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك لكل خير، وأن يعينك على إتمام دراستك التي تحبها وتميل إليها، وأن يوفقك للحصول على الدرجات التي تؤهلك لذلك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -ابني الكريم الفاضل– فإنه مما لا شك فيه أن دخول الإنسان تخصصا يحبه ويميل إليه أفضل بكثير من دخوله في تخصص ما فكر فيه ولا يميل إليه، وأنا أقف معك وبكل قوة في إكمال دراستك الطبية نظرا لرغبتك في دراسة هذا التخصص، وهو مما لا شك فيه تخصص رائع وجميل ومتميز، وله مكانته في المجتمع، وما دامت لديك القدرة على إتمام الدراسة في هذا المجال فأنا أنصحك بألا تغيره إلى غيره؛ لأن رغبتك في دراسة هذا التخصص ستكون حافزا ومعينا لك على التميز والتفوق فيه -بإذن الله تعالى-.

وكون هذا قد لا يتيسر لك في بلدك فلا مانع من الذهاب لدراسة هذا التخصص في أي مكان آخر من العالم، شريطة أن تربط نفسك بمجتمعات المسلمين هناك، حتى لا تتعرض للفتن التي قد يترتب عليها ضعف دينك، بل ووقوعك في المحرمات أو الكبائر، أو أحيانا الشركيات والعياذ بالله تعالى.

أنصح إذا ما ذهبت إلى بلد من البلاد غير الإسلامية أن ترتبط بالمراكز الإسلامية هناك، وأن تعيش مع إخوانك المسلمين في هذه البلاد حتى تتقوى بهم، وأعرف كثيرا من الشباب لم يكونوا من الملتزمين في بلادهم ولكن يسر الله تبارك وتعالى لهم ذلك عندما ذهبوا إلى بلاد الغرب، وفقهم الله بفضله سبحانه وتعالى ثم بالصحبة الصالحة، فأصبحوا من الصالحين المستقيمين، ورجعوا إلى بلادهم بالدين والدنيا معا، رجعوا أطباء ومهندسين ومتميزين في أمور دنياهم، وكذلك رجعوا على قدر كبير من التقى والصلاح حتى تعجب أهلهم من ذلك.

أتمنى إذا ما قدر الله لك الذهاب إلى أي بلد غير إسلامي أن تربط نفسك بمجموعة مسلمة حتى لا يضعف إيمانك، وحتى لا يأكلك الشيطان؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).

وكذلك أيضا إذا كانت ظروفك المادية تسمح بذلك، فإذا كانت ظروفك تمسح بذلك فأرى أن تتوكل على الله، وأن تذهب إلى بلد من بلاد العالم، ولكن شريطة –كما ذكرت لك– أن تربط نفسك بالمجتمع الإسلامي في البلد الذي تذهب إليه، وأن تحرص على أن تتواجد في المسجد، وأن يكون لك دور فاعل، وأن تمارس الدعوة أيضا بسلوكك المتميز؛ لأن الناس هناك ليسوا في حاجة إلى الكلام، وإنما في حاجة إلى السلوك الإسلامي الراقي الذي قد يفتح القلوب لقبول الإسلام كدين وكمنهج حياة.

وإن كنت أنا أفضل شخصيا الدراسة في بلدك إن استطعت أن تحصل على الدرجة التي تؤهلك لذلك؛ لأن بيئتك بيئة طيبة وبيئة نظيفة، وأنت ابنها، ومتعود عليها، ولست غريبا عنها، وأهل مكة أدرى بشعابها، ولكن إذا اضطررت إلى الذهاب إلى أي بلد آخر فتخير بلدا راقيا، ومستوى الدراسة فيه متقدم، واجتهد في أن تحقق رسالتك وطموحك في أقرب وقت لتعود إلى بلدك، تخدم أمتك وتخدم دينك.

أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات