أريد الزواج ولكني لا أملك المال، ماذا أفعل؟

0 702

السؤال

السلام عليكم.

لقد تعرفت على فتاة وأحببتها، وتعرفت على أبيها، فنويت الزواج بها، لكني لا أمتلك المال الذي يكفيني، فما هو الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الحسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وندعوك إلى تحويل هذه العلاقة العاطفية إلى علاقة شرعية، وذلك بالتقدم إليها وطلب يدها بطريقة رسمية، وهذا ما يسمى الخطبة، وعندها تتاح لك فرصة للتعارف عليها وتتعرف أيضا عليك وعلى أسرتك، ونتمنى أن تصطحب أسرتك لتتعرف عليهم، ونؤكد لك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

وإذا كانت الفتاة قبلت بك، وأنت قبلت بها، وأهلها على علم، وأهلك على علم ورضا، وحصل التوافق والوفاق، فإنا ندعوك بعد ذلك إلى أن تجتهد في توفير وإعداد الأموال التي تعينك على إكمال مراسيم الزواج؛ لأن هذه هي المسألة المهمة، يعني حتى تحول هذه العلاقة إلى علاقة شرعية كاملة؛ لأن الخطبة تتيح للإنسان أن يتعرف، أن يتكلم معها، أن يجلس معها، لكن في حدود محارمها، لا تحدث بينهما خلوة.

وأرجو أن تنتبه لهذا الجانب، وتحرص على أن تبدأ حياتك بالطاعة لله، واحذر من المعاصي، فإن لها شؤما وآثارا على حياة الإنسان، ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن المسلم محكوم بآداب الشرع، ولعل هذا هو الذي دفعك للسؤال، فاستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك، واحرص على ألا تحصل بينك وبينها خلوة أو ممارسة خاطئة أو تجاوز في الكلام، فإن هذا ليس في مصلحتكم في كل الأحوال، فإن التوسع في الأمور العاطفية في أيام الخطبة أو قبلها، كل ذلك خصم على سعادة الإنسان بعد الزواج.

ونتمنى أيضا ألا يطول هذا الأمر، عليك أن تعد ما تستطيع إعداده، ولا مانع من أن تطلب مساعدة بعض من في العائلة من الأعمام والعمات والأخوال والخالات، إذا كانوا من أصحاب الأموال، حتى تكمل نصف دينك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، ونشكر هذا التواصل، ونحن دائما نتوقع ونحسن الظن فيمن تواصلوا معنا في أنهم يريدون أحكام الشرع، فالشرع لا يرضى لأي علاقة إلا بغطاء شرعي، إلا بأن تكون معلنة، إلا أن يكون هدفه الزواج، إلا أن يكون التقيد فيها بأحكام وآداب هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وما عند الله من التوفيق والنجاح والاستقرار أسري لا ينال إلا بطاعته، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

نسأل الله لك ولها التوفيق والسداد والهداية، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، ونتمنى تصحيح هذه العلاقة، فإن كلمات (مثل: أحببتها وأحبتني وتعرفت عليها) هذه كلمات نحن نضع تحت خطوطا، لأن هذا التعارف
يتيحه الشرع، لكن بعلم الأهل، بعلاقة معلنة، بدون حصول خلوة، بدون حصول تجاوزات.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات