السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة عمري 20 سنة, أحب شابا يصغرني بسنتين، علما بأنه إنسان ناضج جدا في تفكيره، تعرفت عليه منذ شهر فقط عبر الإنترنت، لست مطمئنة لهذه العلاقة.
أردت أن أعرف إن كانت علاقتي معه حرام، علما أننا نتكلم في أمور عادية بدون تجاوز للحدود، وهو مستعد لخطبتي، ولكن والداي لن يقبلا أبدا بسبب دراستي التي لن أكملها إلا بعد 3 سنوات إن شاء الله.
أنا خائفة إن تكلمت معه طيلة الـ 3 سنوات ألا يبارك الله في علاقتي معه؛ لأني أعرف أنه ما بني على الحرام فلن يبارك الله فيه.
علما أني متأكدة من صفاء نيته؛ لأنني تكلمت مع والدته، وأيضا هو برهن لي عن ذلك؛ لأنه أصر أن يأتي لخطبتي، ووعدني ألا يحدث أي شيء بيننا لا يحبه الله طيلة هذه الـ 3 سنوات، فهل يجوز لنا أن نتكلم كلاما محترما حتى يأتي لخطبتي بعد الـ 3 سنوات إن شاء الله؟ أم نتوقف عن الكلام حتى أكمل دراستي ويخطبني؟
لدي سؤال آخر: إن وعدته أن أنتظره حتى يأتي لخطبتي، هل يجوز لي أن أرفض كل من يخطبني حتى وإن غضب والداي من هذا الرفض؟ أريد أن أصلي صلاة الاستخارة لكي أرتاح، فهل هذا هو وقتها المناسب أم أنتظر حتى يأتي لخطبتي؟ أرجو أن تنصحوني مع العلم أنه سيقرأ إجابتكم. بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جزائرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونحب أن نؤكد لك ولبناتنا الفاضلات أن مثل هذه العلاقة لا ينبغي الاستمرار فيها، وأن هذا الشاب الذي عرفك ينبغي أن يسلك السبل الصحيحة، فيأتي إلى داركم من الباب ويقابل أهلك الأحباب، ليس من الضروري أن يكون ذلك اليوم أو غدا، ولكن لا بد أن تكون هذه هي الخطوة الأولى.
فإن الإسلام لا يرضى بعلاقة تستمر دون أن يكون لها غطاء شرعي، دون أن تكون معلنة ومعروفة، وإذا أعلنا هذه العلاقة وسمع بها الأهل من الطرفين فإن هذه هي الخطبة التي تريدها الشريعة، ونحن لا نريد أن تدخلوا مشروعكم هذا وأمامكم مشوار دراسي، ولكن الآن عرفته وعرفك، وتعرفت والدته عليك، وعند ذلك عليهم أن يتابعوا هذا الأمر في وقت لاحق.
وأرجو أن تختفي وتخرجي من حياته ويخرج من حياتك، ويكتفي كل واحد منكم بالدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن تشتغلوا بدراستكم وببناء مستقبلكم، وفي الوقت المناسب عليه أن يأتي أو يرسل أهله –وهذا ما نفضله–؛ لأن الشاب إذا كان صغيرا يمكن أن يرد، ولكن يرسل أهله -أعمامه، والده، إخوانه– من أجل أن يتكلموا في هذا الأمر.
فإذا حصل الوفاق والاتفاق والتعارف بين الأسرتين وتعرفتم عليهم وتعرفوا عليكم، نظر إليك من ناحية شرعية، تلاقت الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، عندها لا نملك إلا أن ندعو الله أن يبارك هذه العلاقة، وأن يعينكم على إكمال المشوار، أما قبل ذلك فلا ننصح بالتمادي في هذه العلاقة؛ لأن الشيطان لن يترككم؛ ولأن العلاقة لن تستمر بهذه الطريقة التي بدأت بها، وهذا الكلام نقوله عن تجربة من مئات بل آلاف من تواصلوا معنا، وكيف كانت البدايات بهذه الطريقة، لكن الشيطان ينتظر في التفاصيل، وينتظر في المحطات الأخيرة حتى يوقعهم فيما يغضب الله تبارك وتعالى، ونؤكد أن الاستمرار العاطفي والتواصل العاطفي قبل الزواج وقبل الرباط الشرعي هو خصم على سعادة الزوجين.
ولذلك نتمنى أن تعودي إلى الصواب، وإذا كان الشاب قد عرفك فأنت موجودة وعليه أن يأتي في الوقت المناسب ليتكلم فيك على الأقل، أو يطلبك بطريقة رسمية، وعند ذلك يمكن أن تكون الاتصالات في الأمور الأساسية التي تحتاج فيها إلى تخطيط، أما حصول خطبة بدون إعلان هذه العلاقة، بدون علم الطرفين، بدون علم الناس، فلا ننصح أبدا بالاستمرار في هذه العلاقة؛ لأن الإسلام يريدها بالضوابط الشرعية، يريد لهذه العلاقة أن يكون هدفها الزواج، وليس هدفها التسلية أو تمضية الوقت.
نشكر لك وله هذه الروح، وندعوكم إلى المزيد من الحيطة والحذر، فإن ما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات والهداية.