السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخي الدكتور: محمد عبد العليم، أنا صاحب الاستشارة رقم2177372 ، وجزاك الله كل الخير على اهتمامك وردك علينا، ولكن أنا وللأسف كما ذكرت لحضرتك أنني كنت مصابا بوسواس الإيمان منذ عشر سنوات، ومررت بفترة لا أعتقد أن يتحملها إنسان على وجه الأرض من قلة النوم والأرق، ومرت السنوات، وأنا متعايش مع الوسواس دون أخذ أية أدوية حتى جاءت الحالة النفسية السيئة التي أمر بها حاليا، والتي قد شرحتها لحضرتك في الاستشارة السابقة، وتحولت الحالة إلى أرق في النوم، والسبب أعتقد أني بدأت أفكر فيما مر علي منذ عشر سنوات من أرق في النوم، وتحول الموضوع إلى أرق في النوم، وللأسف أني لم أتناول فارفرين، وتناولت دواء ريمارون 30 بواقع نصف حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفت عن الريمارون، فعاد لي الأرق والنوم مرة أخرى.
والآن أنا أتناول دواء الريمارون نصف حبة مرة كل يومين، فهل هذا يصح أم ماذا أفعل؟
وسؤال أخير: هل ما أنا فيه اكتئاب، أم أرق أم وسواس قهري؟ وهل أفكار الوسواس القهري تتحول من فكرة إلى فكرة؟ أم أنها تركز على فكرة معينة فقط؟ وأيضا أنا حاليا أشعر أن هناك اهتزاز ناحية الفم، وأخاف أن يحدث لي مكروه، فهل هذا أيضا وسواس؟ ولقد أجريت فحوص السكر والدهون -ولله الحمد- أنا بخير.
هل يمكن الاستمرار على الريمارون نصف حبة كل يومين؟ أم أن هذه جرعة غير سليمة؟ وفي نفس الوقت أنا أخاف من الفافرين حيث أخذت جرعة من دواء سيروكسات، ولقد أتعبني جدا، ولكني ارتحت مع الريمارون، وهل يمكن استخدام الريمارون فقط عند الأرق في النوم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن التداخل بين الوسواس القهري والاكتئاب النفسي مثبت وموجود تماما، كثيرا جدا من مرضى الوساوس يعانون من اكتئاب نفسي، وهذا الاكتئاب يكون ثانويا في معظم الأحيان، وثانويته تأتي من شدة وحدة أعراض الوسواس التي تسيطر على الإنسان وتستحوذ عليه مما يؤدي إلى عدم انتظام في مزاجه، وبعض حالات الاكتئاب النفسي الصريح تبدأ أيضا بوساوس قهرية، فإذا التداخل موجود.
وحتى عقار (أنفرانيل)، والذي يسمى علميا باسم (كلوإمبرمين) - والذي ظهر في ستينيات القرن الماضي – أثبت أنه الدواء الوحيد المضاد للوسواس القهري في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وهنالك من قال أن هذا الدواء يزيل أو يحسن الوساوس من خلال إزالته للاكتئاب النفسي، لأنه من أفضل مضادات الاكتئاب النفسي.
فيا أيها الأخ الكريم: التداخل موجود وبشكل كبير، والحمد لله تعالى الأدوية المضادة للوساوس هي نفس الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي في الأصل أتت كأدوية مضادة للاكتئاب، لكن اتضح بعد ذلك أنها أيضا مضادة للوساوس، مما دفع العلماء في التفكير في تغيير اسم هذه الأدوية؛ لأن تسميتها فقط مضادات الاكتئاب قد لا يكون دقيقا، حيث إنها فعالة في علاج الوساوس والمخاوف والقلق وأشياء أخرى كثيرة.
بالنسبة لاضطراب النوم لديك: لا شك أن الريمارون من أفضل الأدوية، ومن أسلم الأدوية، ومن أحسن الأدوية، وهذا الدواء فعاليته تكون ممتازة جدا لتحسين النوم مع الجرعات الصغيرة، نصف حبة، أو حتى ربع حبة، أعرف من يتناولون ربع حبة وينامون نوما هادئا وهنيئا.
أنا أريدك أن تستمر عليه، والجرعة هي نصف حبة، وأرجو أن تتناوله لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تجعل الجرعة نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين أو ثلاثة، لكن في بداية الأمر، وحتى تكون لك قاعدة طبية صحيحة أرجو أن تتناوله يوميا مع الحرص على الإجراءات السلوكية الأخرى المتعلقة بتحسين النوم.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.