خطيبتي تريد فسخ الخطبة بسبب شكها في حبي لها.. ما رأيكم؟

0 347

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي استشارة، وهي أن خطيبتي قررت فسخ الخطبة بسبب برودي العاطفي، وعدم السؤال عنها، مع العلم أننا كنا نتكلم يوميا، ولكن بشكل مختصر.

المشكلة: أن القلق والشكوك بدأت بيننا، مع العلم أني تعلقت بها، وكنت أكن لها مشاعر الاحترام والتقدير.

والمهم أنه في زيارتي لها لتبيان المشكلة، ولماذا لا تريد أن تكمل المشوار؟ قالت: إني غير صريح وغير صادق معها، مع العلم أني كنت أتكلم معها من دون تفكير، ومن قلبي، ولكن الملل دخل بيننا، وكنت أسعى للتواصل والكلام بينما هي متحفظة.

السؤال: هل أخطأت بحقها وكذبت بمشاعري تجاهها؟ مع أني كنت مجروحا في آخر زيارة لها ولأهلها، وكنت قد دمعت عيني بسببها، فما رأيكم الشرعي والعلمي لما حدث؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -أيها الابن الكريم-، ونسأل الله يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعة رب العباد، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، وحسن العرض لهذه الاستشارة.

ونحب أن نؤكد لك أن مسألة الزواج لا بد أن يكون فيها الوفاق، ووضوح هذه المسائل منذ البداية، ولا أظن أن هناك إشكالا إذا رفضت الفتاة الشاب أو رفضها؛ لأن العقد بين الزوجين والرباط والميثاق الغليظ ينبغي أن يقوم على قواعد وأسس راسخة.

هذه قضية لا يصلح فيها المجاملات، ولا تنفع فيها مثل هذه الأمور، فلا بد أن تقبل الفتاة على رجلها بنفس راضية، بنفس مطمئنة، بقرار تتخذه عن قناعات ونظر لكافة الأبعاد، وكذلك الرجل ينبغي أن يتخذ قراره في أمر الزواج على ثوابت وبعد قناعات، ودون ضغط من أحد أو مجاملة لأحد.

ونحب أن نؤكد أن المسألة ينبغي أن يتعامل معها بمنتهى الوضوح، فإذا كان هذا هو رأي الفتاة النهائي فاطلب منها أن تستخير، أن تستشير، أن تحدد رأيها، فإذا كانت بعد كل هذه الأشياء، وبعد المهلة، وبعد النظر في أسباب هذا الذي حدث لا زالت مستمرة على موقفها وموقعها وكلامها، فلا نرى إجبارها ولا نرى الاستمرار في هذه المسألة؛ لأن الحياة الزوجية لا ينبغي أن تقوم على مجاملات، ينبغي أن تقوم على وضوح ورضا تام من الطرفين وارتياح وانشراح.

أما إذا كان هذا النفور ليس له أسباب، فعليها أن تتعوذ بالله من الشيطان، وتقرأ آيات الرقية الشرعية، وتتعوذ برب البرية، فإن الشيطان يكره الناس في الحلال، فالحب من الرحمن والبغض من الشيطان كما قال ابن مسعود: (يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).

وعلى كل حال فإن التواصل الطويل، والزيارات الكثيرة، والتوسع في الكلام بين الخاطب والمخطوبة، ليس فيه مصلحة؛ لأن الإنسان إذا وجد الفتاة المناسبة – رضيت به ورضي بها – ينبغي أن يكمل المشوار ولا يتأخر، فخير البر عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

على كل حال: اطلب منها أن تستخير وأن تستشير، وأنت بدورك انظر للقضية من كافة أبعادها، فإذا كانت مصرة رغم وضوح الأمور، فستجد كثيرا من النساء غيرها، ولن تضيع أبدا، وهي أيضا قد تجد من يوافقها، وهذا أمر لا حرج فيه من الناحية الشرعية، كما قلنا قد ترفض الفتاة شابا تقيا نقيا، وقد يرفض التقي النقي التقية النقية، هذه ليست مشكلة، ولكن المشكلة هي: كيفية الإخراج في هذه المسائل، رفع الحرج، حسن الاعتذار، هذه هي المسائل التي تهمنا.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات