السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر ثلاثين سنة، مصاب بالصرع الذي يقوم أثناء النوبة بكسر وخلع في الكتفين والذراعين، وتشنجات وإغماء، وهو يعرف بـMyoclonicEpilepsy وأتناول دواء الديباكين كرونو بجرعة1000 مليجرام/ يوميا (500 مليجرام صباحا و500 مليجرام مساء).
بسبب الديباكين حدثت لي الآثار الجانبية التالية: كسل, تعب من أقل مجهود, نقص الصفائح الدموية, نزيف اللثة, ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار, زيادة في الوزن, سقوط للشعر, ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم).
هذه الأعراض تزداد سوءا مع الوقت، بمعنى أن الصفائح الدموية كانت قليلة عن المعدل الطبيعي منذ عدة أشهر، وعندما قمت بتحليل الدم هذه الأيام أصبح أقل عن المرة التي قبلها.
الكوليسترول كان مرتفعا، والآن أصبح أكثر ارتفاعا, الوزن في ازدياد، كنت 70 ثم أصبح75 ثم أصبح80 والآن 89. علما بأن طولي170 سم.
عندما ذهبت لطبيب الصرع (عصبية) وشاهد تخطيط المخ، قال: إن نوعية الصرع التي عندي ليس لها أي علاج إلا الديباكين، حيث اقترحت عليه تجريتول, لاميكتال, كيبرا, توباماكس، فقال: إن كل هذه الأدوية غير مناسبة لنوعية هذا الصرع، كما قال: إن التجريتول سوف يفاقم هذا النوع من الصرع.
اقترحت عليه تقليل الجرعة للتخفيف من الآثار الجانبية، فقال: لا أستطيع تخفيف الجرعة أكثر من ذلك، علما أن نسبة الديباكين في الدم حاليا 73 ميكروجرام/مل، والوزن89 كيلوجراما، ولكن الوزن في تزايد مستمر.
دائما ينصحني الأطباء بممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية، كي أتغلب على الآثار الجانبية لهذا الدواء من ناحية الوزن، ولكن كيف لي أن أمارس الرياضة، وأنا كسول ومتعب بسبب هذا الدواء!
أما بالنسبة للوجبات قليلة السعرات الحرارية فكيف لي أن أعتمد عليها؟ علما أن هذا الدواء يزيد الوزن ويجعلني آكل المأكولات الدسمة والسكرية التي تزيد الوزن، وإذا أكلت المأكولات التي لا تزيد الوزن لا أشعر بالشبع، ويأتيني صداع، فكيف أقوم بذلك؟ وعندما كنت في دراستي وتناولت هذا الدواء قلت درجاتي في المواد التي أدرسها في الجامعة (مقارنة بالسنوات السابقة) وقل تركيزي.
بالنسبة للكسل الذي سببه لي هذا الدواء، جعلني غير قادر على العمل، وأنا الآن عاطل، فكيف أستطيع الاندماج في المجتمع، وأنا صحتي تتدهور يوما بعد يوم!
طبيب الأسنان أخبرني أن أسناني في خطر إذا استمر الوضع بهذه الطريقة! كما أنني قرأت أن هذا الدواء يسبب هشاشة عظام بعد فترة من استخدامه.
حياتي تحطمت بسبب هذا الدواء، لدرجة أنه جعلني غير قادر على أداء العبادات من صلاة وصيام وغير ذلك, وقد ذكر الطبيب أن هذا النوع من الصرع يستمر مع الإنسان مدى الحياة، وإذا تركت الديباكين في أي وقت فإن النوبات الصرعية ستعود، ويحدث مالا يحمد عقباه، كما أنه نصحني بأخذ قسط كاف من النوم ليلا، كما أنه قال: إن الصيام غير مناسب بالنسبة لحالتي، بسبب أن نسبة السكر في الدم عندما تنخفض يحدث الصرع، وهذا يحدث في الصيام.
أنا الآن خائف من المصائب المحتملة القادمة، مثل السمنة، ومرض السكري، والضغط وتساقط الأسنان، وهشاشة العظام، والفقر (حيث أنني لا أعمل) كما أنني خائف من دخول النار، حيث أنني لا أقوم بالواجبات الدينية، مثل الصلاة والصيام، كما أنني أصبحت أنتظر الموت، حيث أن حياتي كلها بلا معنى! هل لديكم أي اقتراحات؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأقول لك: إن شاء الله تعالى – لكل داء دواء، والـ (ديباكين) لا شك أنه من الأدوية الممتازة جدا، بكل أسف حدثت لك آثار جانبية كثيرة، حقيقة لم أشاهد هذه الآثار الجانبية لدى أي شخص، ولا أعرف لماذا كلها تجمعت عندك، هذا فعلا سؤال يحتاج لشيء من التدارس مع أحد المتخصصين في علم الصيدلة السريري، إذا كان بالإمكان أن تقابل مختصا من الصيادلة له خبرة في هذا التخصص فهذا سيكون أفضل وأطيب.
قطعا علاج مرض الصرع يجب أن تكون له الأسبقية، يعني إذا وازنا بين الأعراض الجانبية وبين ترك الصرع بدون علاج، الأفضل ودون أي تردد هو أخذ العلاج، يأتي بعد ذلك كيفية تخفيض هذه الآثار الجانبية.
موضوع الوزن: هنالك عدة طرق يمكن أن تخفضه من خلالها، لكن الشغل الشاغل هو موضوع الصفائح الدموية، هذه قطعا حساسة جدا، وتتطلب المتابعة الدقيقة من جانبك وكذلك من جانب طبيبك، إذا أدى الدواء إلى تدهور شديد في مستوى الصفائح الدموية فهنا قد يكون من العسير الاستمرار على الدواء من هذا القبيل.
أنا أثق تماما في طبيبك الذي ذهبت إليه، ما دام طبيبا مختصا وجيدا، وأعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تراجعه مرة أخرى، وهنالك مقترحات أود أن أطرحها، وهي إضافة جرعة صغيرة من عقار (توبامكس) ليس بهدف التحكم في الصرع، فالدباكين يكفي تماما، لكن التوبامكس يقلل الشهية للأكل بشكل واضح جدا.
التوبامكس بجرعة خمسة وعشرين مليجراما (مثلا) لا أعتقد أنه سوف يكون ذا أثر سلبي على علاج الصرع، وفي ذات الوقت سوف يخفض كثيرا شهيتك للطعام، مما يساعد على نقصان الوزن.
الأمر الآخر هو ما دمت تتناول الدباكين كرونو فيمكن أن تجعل الجرعة جرعة مسائية، ألف مليجرام تتناولها ليلا، لأن الدباكين كرونو له ما يسمى (بنصف العمر الحيوي) طويل، بمعنى أنه يظل في الدم لفترة طويلة أكثر من أربع وعشرين ساعة، وبهذا نكون مطمئنين تماما أن مستوى الدواء لن ينخفض في الدم ما بين الجرعتين.
ممارسة الرياضة مهمة ومهمة جدا، وأي شخص في عمرك يجب أن يمارس الرياضة، والرياضة جميلة وطيبة، قد تكون البدايات صعبة، لكن بعد ذلك وبعد أن تحس بفائدتها سوف تجدها أنها من أجمل وأطيب الأمور، وأعرف من أدمن على ممارسة الرياضة للدرجة التي ننصحهم فيها بالتقليل من الرياضة.
أن تبحث عن عمل، هذا أمر مهم، لأن التأهيل يأتي من خلال العمل، والعمل يزيل الكسل ويعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه.
الأعراض الجانبية الافتراضية التي تحدثت عنها مثل هشاشة العظام ومشكلة الأسنان: أعتقد هذه أمور يجب ألا تشغل نفسك بها، حاول أن تحافظ على صحة أسنانك من خلال نظافتها، وهشاشة العظام مع شيء من ممارسة الرياضة لا أعتقد أنها سوف تحدث.
أرجو ألا تبني سلوكا سلبيا نحو الدواء، هذا أمر مهم جدا، لأن فعالية الدواء تتأثر أيضا بقابلية وإقدام الإنسان ورغبته الأكيدة في تناول الدواء.
الفكر التشاؤمي الذي ختمت به رسالتك ناتج من أنك عطلت حياتك دون سبب منطقي، نعم.. أنت تعاني من علة، ولكنها علة لا أقول لك بسيطة، لكن يمكن علاجها، وأن تكون إنسانا فعالا في حياتك، ومتواصلا في حياتك، هذا في حد ذاته يعطيك شعورا عظيما بقيمتك الذاتية.
موضوع الصلاة لا مساومة فيه، لا عذر فيه، وكذلك الصيام، لا تجد لنفسك هذه الأعذار الواهية، هذا نوع من الانهزامية التي لا أريدها لك أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.