السؤال
السلام عليكم
أنا حامل بطفل أنابيب، وكان تاريخ الإرجاع 19/9/2013، أعاني من تكيس بسيط على المبايض، الزراعة نجحت من أول مرة وكنت حاملا بكيسين، لكن في الأسبوع السابع أكد الطبيب أن أحد الأكياس فارغ، وفي الآخر صحة الجنين ممتازة.
أصبحت تنزل مني إفرازات بنية، وكلما فحصت يقولون الجنين سليم والإفرازات بقايا الأول، لكن في الأسبوع التاسع نزلت إفرازات كأوساخ كثيرة مثل قبل الدورة الشهرية، ذهبت للدكتور وذكر أن الجنين بخير وليست حوله أي إفرازات، وأعطاني إبرتي لوتيرين تثبيت، كل أسبوع إبرة، لكن إلى الآن أشعر بألم في الرحم وفي ظهري، والإفرازات مستمرة خاصة إذا تعبت، ساعدوني أرجوكم، خائفة من الإجهاض، مع العلم أن رحمي مائل بشكل بسيط، عملت الزراعة لأن زوجي عنده ضعف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم خوفك – يا عزيزتي - ولك العذر في ذلك.
إن الكيس الفارغ هي تسمية تطلق على الحمل الذي تتوقف فيه المضغة عن التطور بمرحلة مبكرة جدا، بحيث لا يمكن عندها إظهار المضغة بالتصوير التلفزيوني، فيبدو وكأن كيس الحمل فارغ، وهذا قد يحدث في الحمل المفرد، أو الحمل التوأم، وهو يعتبر نوعا من أنواع الإجهاض.
والحقيقة هي أنه لا يمكن التنبؤ بسير الحمل في مثل حالتك، ففي غالبية الحالات سيتمكن الرحم من ارتشاف أو امتصاص كيس الحمل الفارغ، ويتوقف نزول الدم، وتتوقف الإفرازات البنية، ويزول ألم البطن والظهر، ويستمر الجنين الثاني ويتطور بشكل طبيعي - إن شاء الله -، لكن في بعض الحالات وهي حالات قليلة، قد يزداد نزول الدم ويزداد الألم، فيتوسع عنق الرحم ويحدث الإجهاض لكلا الحملين – لا قدر الله -.
وما يجب عمله الآن هو التأكد أولا من أن عنق الرحم مغلق وبحالة مستقرة، وهذا يمكن عن طريق التصوير التلفزيوني، كما يجب أخذ عينة من الإفرازات، والأفضل أن تؤخذ العينة من عنق الرحم نفسه، وعمل زراعة لهذه العينة للتأكد من عدم وجود التهابات خفية قد تصعد إلى الرحم فيما بعد، وكذلك يجب عمل زراعة لعينة من منتصف رشق البول، للتأكد من عدم وجود التهابات بولية خفية قد تساعد في حدوث الإجهاض للحمل الثاني – لا قدر الله -.
كما يجب الالتزام بالراحة قدر الإمكان، والقيام بالأعمال الضرورية جدا فقط، ويجب شرب الكثير من السوائل المفيدة من أجل الإبقاء على حجم دوران جيد في الرحم والمشيمة، ويجب عليك تفادي كل ما يزيد الضغط في داخل البطن مثل: الإمساك، السعال، حمل ودفع الأشياء، أو غير ذلك.
كما عليك بتفادي الاستحمام بالماء الحار في هذه المرحلة، والاكتفاء بأن يكون الماء دافئا فقط، وعدم إطالة فترة الاستحمام، وتفادي كل ما يرفع من حرارة الجسم بما في ذلك التعرض للأجواء الحارة، فقد تبين حديثا بأن ارتفاع حرارة الجسم من أي مصدر كان قد يرفع من احتمال الإجهاض – لا قدر الله -.
وأيضا يجب الاستمرار بتناول المثبتات، ويفضل منها ما كان على شكل التحاميل الشرجية أو الإبر لأن امتصاصها أفضل من الحبوب، بعد بلوغ الحمل 12 أسبوعا فإن احتمال الإجهاض سينخفض بنسبة كبيرة جدا - إن شاء الله -.
إن كل ما سبق هو من الأخذ بالأسباب فقط، ويبقى التوكل على الله هو الأهم فهو عز وجل خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل على خير، وأن يرزقك بما تقر به عينك.