السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 21 سنة، مشكلتي أني دائما أحس بنزول قطرات من البول، هذا منذ 4 سنين، ونتج عن هذا أني أغير ملابسي الداخلية لكل صلاة.
وهذا منعني من الصلاة خارج البيت، حاليا أكاد أنهار عندما أصلي في الجامعة أو غيرها، أحس أن صلاتي غير مقبولة، وحتى بعدما أغسل فرجي أشعر بحرقة وكأن قطرات من البول ستنزل، مع أني عندما أبول فعليا لا أشعر بأي حرقان، أنا مدمرة نفسيا؛ لأني أشعر أن صلاتي باطلة، ولا أقدر أن أصلي إلا بعد هذه الطقوس، هل هذا مرض أو وسواس أو ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة المجيب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لو كانت هذه القطرات منذ الصغر ولم تشعري بها إلا منذ أربع سنوات، فقد تكون بسبب عيب في فتحة الحالب، بحيث لا يصل إلى المثانة البولية وإنما يفتح في المهبل، وهذا يمكن كشفه بعمل أشعة مقطعية بالصبغة على البطن والحوض، وإذا كان الأمر كذلك يتم استئصال هذا الحالب جراحيا.
أما إذا كان الأمر لم يبدأ إلا منذ أربع سنوات فقط، فقد يكون هذا بسبب دخول بعض قطرات من البول إلى المهبل، ونزولها بعد ذلك عند الانتهاء من التبول، وهذا يمكن التغلب عليه بالتنشيف الجيد بعد التبول. وقد تكون القطرات ليست من البول وإنما إفرازات مهبلية، وبالتالي لا بد من الفحص لمعرفة هل القطرات من البول أم من المهبل؟ وعموما لا حاجة للمشقة وتغيير الملابس، لكن يجب الوضوء مع كل صلاة.
___________________________
انتهت إجابة الدكتور محمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.
من الناحية الشرعية نحن نحذرك أولا من أن تكون مجرد أوهام وشكوك بنزول قطرات البول، فإنها إن كانت مجرد شكوك - أي لست متيقنة 100% بأنه نزل منك بول – إذا كانت مجرد شكوك فإن الواجب عليك أن تطردي عن نفسك هذه الوساوس والشكوك، ولا تسترسلي معها، فإن الوسوسة إذا تسلطت على الإنسان أرهقته وأثقلت عليه عبادته، وأوقعته في عنت كبير ومشقة شديدة.
ولهذا كان من رحمة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن شرع لنا ألا نتلفت إلى الوساوس، وألا نعمل إلا بالشيء الذي نتيقنه ونعلمه علما مؤكدا، فقد شكي إليه -صلى الله عليه وسلم- الرجل يكون في الصلاة فيخيل إليه أنه خرج منه شيء، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) أي حتى يتيقن أنه خرج منه شيء بأي وسيلة من وسائل العلم واليقين، بأن يشم أو يسمع الصوت أو نحو ذلك، والخلاصة أن عليه أن يتقين حتى يحكم بزوال طهارته، وهذا هو المسلك الشرعي، وهو المسلك المريح لك، فإذا كانت تلك مجرد أوهام وشكوك فلا تلتفتي إليها.
أما إذا تيقنت أنه ينزل منك بول، فإن كان ينقطع عنك قبل خروج وقت الصلاة زمنا يكفيك للطهارة، فإن عليك أن تنتظري ذلك الوقت يكفيك للطهارة والصلاة، فإذا جاء ذلك الوقت فتوضئي وصلي.
أما إذا كان يستمر خروجه طوال الوقت من أول وقت الصلاة إلى أن يخرج وقتها، أو كان مضطربا، بمعنى أنك لا تعلمين متى ينقطع، فينقطع ويرجع بغير انتظام، ففي هذه الحالة أنت من أصحاب الأعذار الدائمة، وعليك أن تستنجي وتتحفظي بشد شيء يمنع خروج البول وانتشاره، هذا كله بعد دخول الوقت -أي بعد أن يؤذن المؤذن للصلاة- ثم تتوضئي، ولك أن تصلي بذلك الوضوء فريضة الوقت وما شئت من الصلوات، ويبقى وضوئك هذا ولو خرج منك شيء من قطرات البول فإنه لا ينتقض، إلى أن يخرج وقت الصلاة، فإذا خرج الوقت وجاء وقت الصلاة الأخرى فإنك تعيدين الوضوء للصلاة الأخرى، وهكذا.
نرجو بهذا -إن شاء الله- أن يكون الأمر قد اتضح وبان، ونسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق.