ساعدوني: لست مقتنعة بخطيبي ولكنني قبلته إرضاء لأهلي!

0 320

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 22 سنة، وعقد قراني على ابن خالتي الذي يبلغ من العمر 24 سنة.

كنت أفكر بعدم الزواج من الأهل، وقد رفضته عندما تقدم لي، لكن أهلي أقنعوني فوافقت، حيث أنني لست صاحبة قرار حازم، ودائما مترددة، وبعد الرؤية الشرعية، رفضته أيضا، وعاودوا إقناعي، فوافقت، وذهبت لمكة، ودعوت الله أن يكتب لي الخير، ولما رجعنا تم عقد القران.

والآن أشعر بالندم الشديد على الموافقة، حيث لا أشعر نحوه بأية عاطفة، وأشعر بالقرف حينما أتخيل أنني سأكون زوجته، رغم أنه طيب وكريم ومتفهم، ويمدحه الناس، ويحبني ويشاورني في كل شيء.

عيوبه أنه لا يكبرني كثيرا، وحالته المادية متدنية قليلا، لكنه طموح ويسعى لتطويرها، ولم يكمل تعليمه، لكنه يتمنى أن يكمله، ومتحمس لذلك، وأرى أنه شخص غير متزن، وغير واثق من نفسه، وطريقة كلامه وأسلوبه لا يعجبني، كما أنني بدأت أقارنه بالآخرين، وقررت أن اتخذ القرار الحازم، إما أن أحبه وأرضى به، أو أبتعد عنه كي لا أعيش تعيسة معه.

سؤالي: في حال إن كان القرار الابتعاد عنه، كيف أواجه ضغوط أهلي في مرحله الانفصال؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ويسعدنا أن نؤكد لك أن الطموح أهم من الأموال، وأن الرغبة في التطوير أهم من أن يكون الإنسان متطورا، لأن هذه ضمان للاستمرار في السير في هذا الطريق، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك وإياه على الخير.

ونحب أن نؤكد لك بأن ابن الخالة بأرفع المنازل، وأن ثناء المجتمع على الإنسان لا يأتي من فراغ، بل هذا دليل على أنه شخص متميز، وهذه إيجابيات أرجو أن تبني عليها وتؤسسي عليها فكرة الارتباط بهذا الشاب، الذي يهمك أمره في كل الأحوال، فهو له صلة الرحم وصلة القرابة، وأيضا من علامات التوفيق، أن العائلة وأن الأسرة بكاملها تريد لهذه العلاقة أن تستمر.

ندعوك إلى الابتعاد عن مقارنته بالآخرين، لأن هذا ظلم له، فأنت لا تعرفين من الآخرين إلا ما ظهر من حالهم، ولكن تعرفين عن هذا الشاب الكثير، لذلك المقارنة أصلا ظلم، سواء كان من الرجل أو من المرأة، يكون فيها ظلم، وهي مرفوضة، لأنه أيضا لا يوجد إنسان إلا وفيه إيجابيات وعنده سلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟!

ولذلك نتمنى ترك هذا التردد والتعوذ بالله -تبارك وتعالى- من الشيطان، وتذكر إيجابيات هذا الشاب وحشدها ورصدها، وأن تتذكري أيضا أنك لست خالية من العيوب، وأعجبني أنك أشرت إشارة مهمة وهو أنه قد لا تتاح مثل هذه الفرص، وفعلا الفرص نادرة جدا في من يتزوج، فكيف بمن يكون متزوجا، وهو متميز، وله مكانة في المجتمع، ويمدحه الناس، وهو أيضا من الأقرباء، والقريب دائما شديد الشفقة على زوجته، لأنه بينهما أكثر من رابطة، وأكثر من قواسم مشتركة.

نسأل الله تبارك وتعالى لك كل توفيق وخير، ونؤكد لك أن هذه الوساوس التي عندك أرجو أن تتعوذي بالله من الشيطان، ولا نريد الرفض أن يأتي بعد القبول لما له من إحراج أيضا للناس، ولأنك أيضا لا تبني على أسس وقواعد ثابتة، وهذه الأشياء التي تتكلمين عنها، الرجل ليس بحاجة إلى شهادات، ولكنه بحاجة إلى حسن التواصل والحضور المجتمعي والتواصل الفعال، وهذه متوفرة كما أشرت، وهي إيجابيات كبيرة في الرجل الذي يؤسس بيتا ويبني أسرة.

نسأل الله أن يسعدكم بطاعته، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكم به، ونحب أن نؤكد أن الإنسان في هذه الدنيا لا يمكن أن ينال كل ما يريد، فكلنا ذلك الناقص المقصر، سواء كنا رجلا أو امرأة، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، والمرأة أيضا إن كرهت من مخطوبها أو زوجها خلقا فسترضى منه آخر، ولذلك ينبغي أن تكون النظرة منصفة.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات