السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الآن بمنتصف الشهر السادس ولا أعلم بأي أسبوع، وعند إجراء كشف المتابعة بالشهر الماضي لم يكن الجنين يتحرك كثيرا، وحاولت الطبيبة تحريكه بحركة من جهاز السونار الذي يتم الكشف به فلم يتحرك، وأمس أيضا، ومضى شهر كامل على هذا، فكانت تريد تحريكه لمعرفة النوع فلم يكن يتحرك.

سؤالي: هل الطفل قليل الحركة بالسونار يعني ذلك وجود تشوهات؟ مع العلم أن الطبيبة قالت أن حجمه ونموه طبيعي، وسألتني عن الحركة التي أحس بها، فأخبرتها أنها نبضات، فذكرت أن الحركة بهذا العمر يجب أن تكون أشد من مجرد نبضات.

وأعاني من عدم الرغبة في الطعام، ولا أشرب اللبن مطلقا غير الشاي باللبن فقط، ولا آكل بيضا، هل لسوء التغذية علاقة بحركة الجنين؟ علما بأني أتناول أدوية كالسيوم (كالدين سي)، وحديد فروسانول ديودينال) وأوميجا 3 بلس.

وأعاني منذ بداية الحمل من وجود ألم أسفل البطن، وكانت الطبيبة تعطيني مجرد مسكنات مثل سبازمو كيور، ولكن أمس قالت: إن المشيمة نازلة حتى أسفل البطن، ومن المؤكد أن تكون هي سبب الألم. وأعطتني بروجست صباحا ومساء، هل لنزول المشيمة والألم الذي أحس به خطر على الطفل؟ وهل يحتاج للولادة القيصرية؟

وعذرا لدي سؤال آخر عن احتقان الأنف، لا أستطيع التنفس من حوالي شهر ونصف، ومستمرة على قطرة الأنف بريزولين حوالي 5 - 6 مرات يوميا، وأحيانا أكثر من ذلك، هل لها أي أضرار على الجنين؟

عذرا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك – يا عزيزتي -، وأحب أن أوضح لك بأننا لا نعتمد على حركة الجنين في هذه المرحلة من أجل تقييم صحة الجنين، فالشعور بحركة الجنين في هذه المرحلة يختلف كثيرا من سيدة لأخرى، وأغلب البكريات لا يشعرن بالحركة إلا بعد بلوغ الحمل 18-20 أسبوعا على الاقل، أي في الشهر الخامس، ومنهن من لا يشعرن بالحركة إلا في الشهر السادس، ومن الطبيعي جدا أن تكون الحركة على شكل نبضات خفيفة في الشهر الخامس ومنتصف السادس، كما أن لوزن السيدة تأثيرا كبيرا على شعورها بالحركة، فالوزن الزائد يعني بأن جدار البطن سميك ولن تنتقل الحركة من خلاله بشكل جيد، ومن رسالتك يتبين لي بأن وزنك زائد عن الوزن الطبيعي.

على كل حال، أكرر ثانية بأنه يجب الاعتماد على التصوير التلفزيوني في هذه المرحلة من أجل تقييم صحة الجنين، فإن شاهدت الطبيبة بأن الجنين طبيعي، ونبضه جيد، وكان السائل الأمنيوسي حوله طبيعي، فحتى لو كانت حركته خفيفة فلا بأس، لأن الجنين كالإنسان العادي يقضي جزءا من وقته في النوم، وقد يكون الجنين نائما عندما تم التصوير، اطمئني من هذه الناحية، ولا داعي للخوف، فقلة الحركة في هذه المرحة لا تدل على وجود تشوه – لا قدر الله -، وأساس التقييم في هذ المرحلة هو التصوير التلفزيوني، ومع تقدم الحمل ستبدو الحركة أكثر وضوحا - إن شاء الله تعالى –.

وبالنسبة لنزول المشيمة فهو تعبير غير دقيق، ويجب تحديد درجة النزول، فإن كان بدرجة بسيطة، فهذا يعتبر غير هام، ولا يؤثر لا على مسيرة الحمل ولا على طريقة الولادة، أما إن كان من الدرجة الشديدة، فهنا يجب الحذر والمتابعة بدقة، والولادة يجب أن تكون عن طريق عملية قيصرية، لكن عندما تنضج رئتي الجنين.

إن الخوف والقلق يؤديان إلى فقدان الشهية، وهذا كثير الحدوث عند الحوامل، لذلك قد يكون خوفك وقلقك على الحمل هو السبب في قلة الشهية، وعليك بالانتباه لتغذيتك لتكون متوازنة، فتحتوي على كل المكونات الغذائية بكميات كافية، ويجب الاستمرار بتناول الحديد والكالسيوم حتى إلى ما بعد الولادة، أما الأوميجا 3 فلم يثبت بأنها ضرورية للحمل، خاصة إن كانت التغذية متوازنة.

ويمكنك التعويض عن شرب الحليب بتناول الأجبان والألبان، والجبن يعتبر أغنى من الحليب بالكالسيوم، فمن أجل صنع قطعة من الجبن يلزم استخدام أربعة أو خمسة أضعاف وزنها من الحليب السائل، كما يمكنك تناول المكسرات والحبوب فهي غنية جدا بالكالسيوم والبروتين، ورغم أنني أنصحك بالتغذية الجيدة إلا أنك يجب أن تنتبهي لوزنك بحيث لا يزيد عن المعدل المقبول، وهو بحدود 12 كلغ طوال فترة الحمل.

بالنسبة للقطرات المضادة لاحتقان الأنف، فلا يجوز استخدامها لفترة طويلة لأنها تسبب انقباض الأوعية الدموية، وقد يمتص جزء منها إلى الدم مع طول الاستعمال، فيؤثر على أوعية المشيمة، لذلك يجب عدم استخدامها إلا لفترة قصيرة، وإن استمر الاحتقان فيجب مراجعة أخصائي الأنف والحنجرة لمحاولة معرفة السبب وعلاجه.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.