السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ سنة، وبعد زواجي بشهرين أعلمني زوجي بأن عليه دين كبير، وأنا أملك مبلغا من المال، فساعدته به، وبسبب هذا الدين فقد زوجي وظيفته، ومن وقتها وهو يحاول في العمل الحر، ولكن المدخول لا يكفي، فأعطيته كل ما أملك من مال، ولكن سؤالي أني أشعر أنه ينفق المال بدون تدبير.
لا أقول له شيئا خوفا من أن يشعر بأني أمن عليه، فأرجو نصحي بما أفعل، علما أن الدين الكبير لم يسدد بعد، ورفض أهله المساعدة، وأبي وأختي ساعدونا بما استطاعوا.
أيضا أنا متأكدة من أن زوجي لا يستغل أموالي، وأنه لولا الموقف ما أخذ شيئا من مالي، ولكنه معتاد على هذا الأسلوب من الصرف بدون حساب أو تدبير.
وشكرا .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أعتذر إليكم عن تأخر الرد بسبب ظروف الحج، ونعدكم أن نلبي رغباتكم مستقبلا في أسرع وقت إن شاء الله، ونحن دائما على استعداد للإجابة على أسئلتكم في أي موضوع وفي أي وقت، فأرسلوا إلينا ولا تترددوا، فنحن في انتظاركم.
ويسرني أن أعبر لك أنا وإخواني العاملين معي بموقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية) عن خالص شكرنا، وعظيم تقديرنا لموقفك النبيل من زوجك، وحرصك على مساعدته، والوقوف معه في محنته المالية، ومن أعماق قلوبنا ندعو الله تعالى أن يجزل لك العطاء، وأن يبيض وجهك يوم اللقاء، وأن يجزيك عن زوجك خير الجزاء، وأن يفرج كرباتك في الدنيا والآخرة، كما فرجت عن زوجك كرباته.
أما موضوع عدم التدبير، والإنفاق بغير حساب، فهذا بلا شك مذموم شرعا، ولا يحوز للقادر أن يفعل ذلك، فما بالنا بالمدين، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كره لكم ثلاث: قيل وقال، وكثر السؤال، وإضاعة المال).
هذا أمر لا يرضاه الله ولا رسوله، ولذلك ينبغي عليك أن تتحيني الفرص لتذكيره إن أمكن، فإن خفت مما ذكرت وهو أنه قد يفهم هذا على أنك تمنين عليه، فلا مانع من الاستعانة ببعض المقربين منه، من الصالحين الذين يحسنون النصح؛ ليفاتحه في الموضوع، ولا يخبره بأنك الدافعة له على ذلك، فابحثي عن شخص ثقة يكلمه وينصحه في الله ولله، لعل الله أن يبصره بخطر تصرفاته، وأنها لا تليق بالمسلم الذي يعلم أنه سيسأل عن ماله يوم القيامة مرتين: (من أين اكتسبه وفيم أنفقه) خاصة وأن عليكم ديونا، وأن المدين قد يحرم من دخول الجنة، وأن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله في نهاية كل صلاة من الدين فيقول: (وأعوذ بالله من المأثم والمغرم) والمغرم هو الدين، فأكثري من الدعاء له أن يوفقه الله للصواب، وأن يعينه على قضاء دينه، وأن يوفقه لعمل طيب مبارك.
اعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، واطلبي منه أيضا أن يكثر من الاستغفار؛ لأنه من مفاتيح الرزق، وكذلك الدعاء والصلاة على النبي المختار، وسوف ترون فرجا قريبا إن شاء الله، وبالله التوفيق.