أصبت باكتئاب بسبب قسوة والدي ورفضه لكل خاطب، ما الحل؟

0 293

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 24 سنة، مستقيمة وراضية بقدري –والحمد لله-.

منذ سنتين تحملت أعباء كثيرة من الأعمال المنزلية، وتم الاعتماد فيها علي تماما، ومع ذلك ليس هناك تقديرا لجهدي وتعبي، إضافة للجفاء والقسوة من قبل والدي، والذي يرفض كل خاطب يطرق بابنا طلبا للزواج مني، والسبب أن أختي الكبيرة غير متزوجة.

أصبت بحالة اكتئاب، وحزن وخوف، وآلام في الصدر، بالإضافة إلى وساوس في الدين والعقيدة، ورغبة شديدة في البكاء، وكل ذلك من معاملة والدي وأخواني القاسية، وحيث أفتقد الاحترام، والكلمة الطيبة، والحق في اتخاذ القرار.

قرأت عن علاج (سبرالكس)، واستخدمته يوم عاشوراء، وبدأت بنصف حبة ليلا، وشعرت بتحسن في أول يومين، أما اليوم الثالث فلم أنم بالليل سوى ساعة واحدة إلى الآن، وقد أصبت بترجيع وإسهال وضيق بالتنفس وتعب عام.

سؤالي: هل أغير وقت الجرعة وكميتها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنثى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله -تعالى- أن جعل نفسك مطمئنة، وراضية بقضاء وقدر الله، نسأل الله -تعالى- لك العافية والتوفيق والسداد.

ما تعانينه من انقباض نفسي، وعسر في المزاج، وشيء من المخاوف، وكذلك الوساوس تطورا طبيعيا في حياتك، فليس من الضروري أن تكون هنالك أسباب حقيقية ملموسة لهذه الظواهر النفسية، لكن في بعض الناس تكون هنالك عوامل مرسبة وعوامل مهيأة، ويقصد بذلك الاستعداد البيولوجي والوراثي للشخص، وكذلك الظروف المحيطة به.

أنا أتصور أحد العوامل التي ربما تكون لعبت دورا في أعراضك - وإن لم أكن متأكدا- هي نوعية المعاملة التي كنت لا تتوقعينها من قبل أسرتك، أنت شخص يقدم الكثير، ومتفاني جدا، ولك ضوابط محترمة، هذا جعل سقف توقعاتك يكون مرتفعا، وهذا ليس تذكية للنفس، أو شيء من هذا القبيل، إنما هو نوع من التوقع المستحق، هذا الواقع تصادم مع واقع آخر يتعلق بمحيطك، وعلى ضوء ذلك أعتقد أنه سيكون من الأفضل تماما أن تنظري لحياتك نظرة إيجابية، أن تدركي وتعي حقيقة ذاتك، وهي أنك شخص محترم، ومقتدر، وإن لم يفهم الناس ذلك فحاولي أن تتقبلي الناس كما هم لا كما تريدين، وما لا يرضينا حين ما يأتينا من الأهل -خاصة أحد الوالدين أو كلاهما– هنا يحز في النفس الكثير، لكن مقتضيات شرعنا الجميل وطبيعتنا تقتضي أن نكون متسامحين، وأن نكظم الغيظ، ويجب ألا تتوقفي أبدا في دعم أسرتك، وموضوع الزواج: اسألي الله -تعالى- أن يرزقك الزوج الصالح، الزوج الذي يبحث عن المرأة الصالحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: (السبرالكس) دواء جيد، أؤيدك تماما في تناوله، ما حصل لك من أثر جانبي بسيط متوقع في بعض الأحيان، تناولي الدواء بجرعة نصف حبة بعد الأكل، ويمكن أن تتناوليه نهارا، ولا داعي أبدا لتكثيف الجرعات، استمري على (الخمسة مليجرام) هذه لمدة شهر، وأنا متأكد أن الأعراض الجانبية سوف تزول تماما -بإذن الله تعالى- ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى (خمسة مليجرام) يوميا لمدة شهر، ثم (خمسة مليجرام) يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء سليم، والجرعة التي وصفت لك هي جرعة صغيرة، وأسأل الله -تعالى- أن ينفعك به.

أيتها الفاضلة الكريمة: أحسني إدارة الوقت، هذا يعطيك راحة كبيرة -إن شاء الله تعالى- أكثري من الاطلاعات، مارسي هواياتك، اسعي لحفظ كتاب الله، متعي نفسك بما هو طيب وجميل، هذا كله يعطيك شعورا بالراحة الداخلية، ويجعلك تتجاوزين الوساوس والقلق وعسر المزاج البسيط الذي تعانين منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات