السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، لا أعلم منذ متى بدأت معاناتي بالتحديد، لكنها منذ زمن طويل، لم أكن هكذا منذ صغري، لا أعلم هل هو رهاب اجتماعي، أم اكتئاب حاد أم شيء آخر؟
في البداية عندما أكون في مكان عام أشعر بحرج شديد عند الكلام، وعندما أتكلم يكون صوتي خافتا جدا، وعندما أرى أشخاصا يتهامسون فيما بينهم يأتيني إحساس قوي أنهم يتآمرون ضدي، وعندما أكون في شارع، أو مجمع تجاري، وأرى أشخاصا يضحكون يأتي في بالي أنهم يضحكون علي، حتى لو رأيت بنتا تبتسم في وجهي يأتي في بالي أنها تضحك علي! أتهرب من المواجهة، وأسكت في المواقف الحاسمة لدرجة أن حقي يضيع، وأصبح سهل المنال.
وعندما أتكلم وتتطور الأحداث ألوم نفسي دائما بالرغم أني محق، ومع هذا عندما أرى أي شخص يحتاج للمساعدة أساعده، ولو على حساب نفسي، لا أستطيع تقدير الأوضاع وتشخيص الناس من هو عدوي، ومن هو صديقي، لا أعلم هل هذه طيبة قلب وحسن الظن بالناس، أم سذاجة؟
أنام 14-16 ساعة يوميا، وأصبحت لا أهتم بنظافتي الشخصية وملابسي رغم تكدس الملابس الجديدة عندي لا ألبسها، ولا آكل إلا وجبة واحدة في اليوم، ولا أستطيع إكمالها، جسمي نحيف جدا، كسول جدا، وأشعر بخمول معظم الأوقات، كثير التدخين، وكثير شرب الشاي، ومشروبات الطاقة، وكثير العادة السرية، مع عدم الإحساس بالنشوة ألجنسية، أفعالي متناقضة، وأعلم أنها متناقضة، وردود أفعالي كذلك، ولا أستطيع اتخاذ أي قرار بسهولة، والأيام عندي مثل الثواني، فقدت الإحساس بالوقت.
عندما أتعرض لموقف أفكر فيه باستمرار يوميا، ولو أن الموقف حدث لي قبل سنوات! تم ابتعاثي من قبل الدولة للدراسة في أمريكا، وليتني لم أذهب، لم أستطع الاحتمال ورجعت، الكل هناك كانوا يقللون من شأني ويتهربون مني، وينظرون لي بشفقة، أو بشماتة بسبب ضعف تركيزي، فأنا دائما مشتت التفكير في الصف الدراسي.
عندما كنت أقوم بعمل (برزنتيشن) يبدأ جسمي بالارتعاش، ونبضات قلبي تزداد لدرجة أني أشعر أن قلبي سوف ينفجر، وأتعرق بشدة، ويزداد تنفسي بسرعة، وأشعر أني سوف أختنق ويجف حلقي، وأشعر أني سوف يغمى علي، كرهت الحياة، وكرهت الدراسة، وأجلت الدراسة ورجعت.
عندما أقوم بالمذاكرة، أو أفكر في أي شيء (مثل كتابتي لمشكلتي الآن) أشعر بحرارة في المنطقة اليسرى من الرأس، لا أستطيع تجميع أفكاري ما عدا بعض الأوقات عندما أكون قد نمت لمدة متوسطة، والعجيب أني مع كثرة التدخين أشعر أني أفضل حالا، وأستطيع المجادلة والمواجهة، وأفكاري متناسقة، وأفكر بمنطقية، لا أعلم هل هناك تفسيرعلمي أم هي مجرد أوهام؟
حاولت أن أقنع نفسي بأن كل هذا مجرد أوهام في رأسي سببها التفكير بسلبية، وحاولت التفكير بإيجابية، لكن الأمر لم ينجح، لا أشعر بالسعادة أبدا، وإن شعرت بها ما هي إلا لحظات حتى تختفي.