السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أعاني من القلق الشديد -بالرغم من استعمالي دواء (سبرالكس)- وأخاف من الناس والظلام والوحدة، وأخشى ألا أتزوج أو أنجب، ومع ذلك أخاف من الزواج لأنه مسؤولية، ورغم أنني عند نوبات الهلع كنت أخاف من الموت والحساب، إلا أنني لا ألتزم بالصلاة، وإن التزمت يكون ذلك لفترة قصيرة، ولا أشعر فيها بالاطمئنان.
سؤالي: ماذا أفعل؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك الكبرى كانت هي نوبات الهلع والوساوس القهري، وما أراه الآن من أعراض تساورك وتسبب لك ما وصفته بأنك مبعثرة: هذا ناتج من بقايا قلق الوسواس، ونوبات الهلع قد تنقطع، وكذلك الوساوس القهرية يمكن أن تختفي الأعراض الشديدة، ولكن تبقى بعض الأعراض خاصة، إذا كان الإنسان لديه في الأصل سمات القلق والتوتر والمخاوف، وأعتقد أنه لديك هذه السمات.
تخوفك حول المستقبل وموضوع الزواج هو قلق توقعي، والقلق التوقعي كثيرا ما يكون نتيجة من نتائج التفكير التشاؤمي، والخوف من الفشل.
أنا أرى أن تواصلي العلاج، وبما أن خدمات الطب النفسي في دولة قطر متميزة جدا، فأرجو أن تقدمي نفسك إلى قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، وسوف يتم اللازم حيالك، من خلال مقابلة الطبيب وكذلك الأخصائي النفسي، سوف تحدد كل الصعوبات النفسية التي تواجهك، وإن كانت هناك أي مسببات، أو أمور متعلقة بشخصيتك أو ظروفك الحياتية، هذه أيضا سوف ينظر فيها، وسوف يقدم لك -إن شاء الله تعالى- العلاج التام والكامل والإرشادات السلوكية.
عدم الالتزام بالصلاة مصيبة، ومصيبة كبيرة، والإنسان لا بد أن يحرص على صلاته حتى يكون له نصيب حقيقي في الإسلام، والتهاون في الصلاة ينتج من التكاسل وعدم تقدير الأمور، ووضعها في مقاماتها وأماكنها الصحيحة، عدم الشعور بالطمأنينة عند الصلاة لا يعني أبدا أن يتكاسل الإنسان، أو لا يتنظم في صلاته، الطمأنينة تأتي، والطمأنينة مرتبطة بالخشوع، وهذه كلها من أعمال القلب، فعليك بحضور القلب عند الصلاة، والمحافظة على الصلاة، والاستعانة بعد الله -تعالى- بمصاحبة الصالحات من الفتيات، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، إلى مراكز الدعوة التي هي كثيرة -بفضل الله تعالى– بدولة قطر.
الدعم النفسي والاجتماعي في مثل هذه الظروف يساعد الإنسان كثيرا، سوف تجدين نماذج وقامات وهمم عالية جدا من الصالحات من النساء، وهذا -إن شاء الله تعالى- يكون محفزا لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.