السؤال
السلام عليكم
أشكرك يا دكتور محمد عبد العليم على مساعدتك للمرضى، ووقوفك معهم.
أعاني من الخوف من الناس، وارتعاش الرجلين عند مشاهدة مشاجرة، وفي مرات عديدة يخرج البول عند هذا الموقف، كما أكره نفسي أحيانا، وأحتقرها وأخاف من الازدحام.
أحيانا عندما يكون معي أحد أثق فيه يقل الخوف قليلا، وأخجل أحيانا من نفسي وأشعر بأني لست إنسانا، لدي وساوس من دقات القلب أنها ستتوقف؛ لأني أشعر بالنبض بدون لمسه، وعند الرياضة أشعر كأن دماغي يتحرك، وأحيانا أشعر كأني أحلم وأنا مستيقظ! عندي عدم التركيز والنسيان، وعدم التفرقة أحيانا بين الحلم والواقع، وسهر في الليل وثقل في النوم جدا، خصوصا في الساعات الأولى من النوم.
أحيانا عائلتي يصبون علي ماء وأنا لا أستيقظ، وأنام نحو10 إلى 12 ساعة، وعندما أستيقظ أشعر بالكسل والخمول، ورأسي كأنه ينمل، وأحيانا عندما أستيقظ أجد نفسي خائفا جدا.
ذهبت لطبيب وأعطاني (ايفكسور) 150 أخذته 4 أشهر، وتحسنت قليلا، وبعدها ساء الحال، وأكملت الدواء إلى سنة.
ذهبت إلى طبيب آخر وأعطاني (سيبراليكس وفافرين) آخذه منذ نحو 3 أشهر، وأشعر بالتحسن قليلا، وللعلم آخذ 10 جرام من سيبرالكس، فهل أرفع الجرعة إلى20؛ لأن لدي وسواس أني سوف أصبح ثرثارا، أي كثير الكلام إذا رفعت الجرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعاني منه هو نوع من الخوف الاجتماعي الظرفي، مع وجود نوع من القلق التوقعي لديك، وفي ذات الوقت لديك بعض الوساوس، وهذا كله يشوش على تركيزك، وأضعف ثقتك في نفسك بعض الشيء.
كثرة النوم والخمول قد تكون ناتجة عن التكاسل وعدم الارتياح النفسي الناتج من حالة المخاوف والوساوس.
أيها الفاضل الكريم: قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي أريدك أن تكون لك قناعات قوية أن حالتك بسيطة، وأن هذا الخوف الذي يحدث لك في الازدحام، وعند مقابلة الآخرين، وحين لا تكون معك رفقة آمنة، هذا الخوف يجب أن تحقره، ويجب أن تكثر من المواجهات، حين تكثر من المواجهات سوف تحس بشيء من القلق والتوتر في بداية الأمر، لكن هذا سوف يتلاشى تماما.
عليك أن تطور نفسك اجتماعيا، وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وأن تمارس الرياضة الجماعية، وأن تحضر المحاضرات والأنشطة الطلابية، ويا حبذا أيضا لو انضممت إلى حلقة من حلق تلاوة وتدارس القرآن، هذا يعطيك العزيمة والشكيمة والقدرة على الإقدام، وتحقير الوسواس، وكذلك الخوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت أحسنت بأن ذهبت إلى الطبيب، وبالفعل الإفكسر هناك دراسات كثيرة جدا تشير إلى أنه دواء جيد للخوف الاجتماعي، لكن بعض الناس لا يستجيبون إلا للجرعة الكبرى، وهي مائتان وخمسة وعشرون مليجراما في اليوم.
عموما ما أعطاه لك الطبيب الآن وهو السبرالكس، دواء ممتاز جدا، ورفع الجرعة إلى عشرين مليجراما سيكون هو القرار الصحيح؛ لأن الجرعة العلاجية هي في هذا النطاق، ومن وجهة نظري المتواضعة ربما لا تحتاج لأن تستعمل الفافرين ما دامت جرعة السبرالكس مرتفعة وجيدة وصحيحة.
أنت ذكرت أنك تخاف أن تكون ثرثارا – أي كثير الكلام - إذا رفعت جرعة السبرالكس، هذا لا يحدث بالنسبة للإنسان الطبيعي، زيادة الكلام وتطاير الأفكار تأتي إذا كان الإنسان لديه نوع من الهوس، والهوس إما أن يكون مرضا منفصلا بذاته، أو في بعض الأحيان إذا كان الشخص أصلا لديه استعدادا لحالة تسمى بـ (الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية) قد يكثر لديه الكلام حين يتناول مضادات الاكتئاب والمخاوف مثل: السبرالكس، لكن الإنسان الطبيعي لا يحدث لديه هذا.
عموما إذا كان لديك أي تاريخ للاضطراب الوجداني ثنائي القطب لا تستعمل هذا الدواء أو غيره من مضادات الاكتئاب، ويجب أن تراجع طبيبك مباشرة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.