أختي تكلم شبابا وترسل لهم صورها، كيف أجعلها تتوب؟

0 456

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي مع أختي، عمرها 26 سنة، أحس بالكره تجاهها ولا أتقبل أي شي منها بسبب أني أحس أنها ستضيع العائلة بتصرفاتها، وفي ذات الوقت خائفة وقلقة عليها لأنها تكلم شبابا وترسل صورها، والأكبر من كذا ممارستها للعادة السرية بكثرة، وخائفة أن يصير لها شي من وراء هذه المواضيع.

أهلي أبدا لا يقصرون معها في شيء، ويعاملونها أحسن من الكل تقريبا، وعندها صداقات كثيرة وتطلع بكثرة معهن، وأنا أعرف أن صديقاتها بنات دين ويستحيل أن يشجعنها على شيء من هذا، وأغلب وقتها طلعات واجتمعات معهن، وفي أي وقت فراغ لو بسيط تشغل نفسها بالأشياء المحرمة، أتمنى أن تساعدوني، ما الحل معها؟ أريدها أن تبتعد عند الحرام وتتوب وترجع إلى الله.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونعبر لك عن سعادتنا بهذه الاستشارة، وبالروح التي تحملها من اغتمامك واهتمامك لما يحصل من أختك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يكثر من مثيلاتك ومن الصالحات المصلحات، فإن المؤمنة ينبغي أن تكون صالحة في نفسها مصلحة لغيرها، تسعى في هداية الآخرين، فكيف إذا كان هؤلاء الآخرين هم الإخوة أو الأخوات؟

ونتمنى بداية أن تكثري من الدعاء لها قبل أن تتوجهي لها بالدعوة، ونتمنى أيضا أن تستبدلي المشاعر السالبة –مشاعر الكراهية لها– بالحب لها والشفقة عليها، والعطف عليها والاقتراب منها والدخول إلى حياتها، فإن هذه المشاعر السالبة هي من الشيطان الذي يريد أن يباعد بينك وبينها، ولا شك أن هذه الكراهية وهذا النفور وعدم الرضا يظهر على تقاطع وجهك، فيزيد هذه الأخت نفورا وبعدا عن الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى.

ونتمنى أيضا أن تكوني واضحة معها في مناقشتها هذه الأمور، لكن بعد أن تقدمي لها بما يدل على حبك لها، وتقديرك لها، واهتمامك بها، وحرصك على مصلحتها، ونتمنى أن تبدئي النصح لها سرا، بينك وبينها تبيني لها خطورة مثل هذه الأمور، طالما كانت الأمور واضحة بالنسبة لك، وأنها تمارس مثل هذه الممارسات الخاطئة، وأنت تعلمين بذلك.

أما إذا كانت هذه الأمور هي لا تعرف أنك على علم، فينبغي أن تمهدي لها بالنصائح، وتبيني لها المخاطر، وتذكريها أن في الناس والشباب ذئاب، وأن الإنسان في هذا الزمان ينبغي أن ينتبه لكثير من الأمور ولكثير من العلاقات التي تحصل، ومن خلال هذا الحوار والاقتراب منها سيتجلى لك ويتبين لك الموقف، عند ذلك ننتقل لمرحلة المصارحة والمناقشة معها.

فإن امتنعت ورفضت، فلا مانع من تهديدها برفع الأمر إلى الأسرة، لأن هذه خطوط حمراء، ولكن لا نرى الاستعجال في هذه الخطوة، ولا نرى إخبار كبار العائلة –أو الوالدين– قبل أن تتواصلي معنا، لأنا سنسأل عن طبيعة الوالدين؟ طبيعة الرد المتوقع؟ حجم الخيانة والممارسة التي تقع فيها؟ هذه أسئلة لأننا نريد أن نضمن أن ردة الفعل ستكون إيجابية ونافعة وفي الطريق الصحيح، فبعض الآباء معالجاتهم قد تكون قاسية، وهذا خطير، وبعضهم قد تكون المعالجة فيها تهاون، وهذا أخطر، لأنه معنى ذلك سيعطون الضوء الأخضر لها، وبعضهم يغضب ويضرب في ذات اللحظة، ثم بعد ذلك يتغافل عن المتابعة.

ولذلك المسألة تحتاج إلى دراسة، نعرف من خلالها طبيعة أفراد الأسرة، وطبيعة هذه الفتاة، هل هي من النوع الذي إذا زجر ينزجر؟ أم هي من النوع المعاند؟ وكيفية الوصول إلى إقناعها؟

إذا دعينا نفكر جميعا في الكيفية والأسلوب المناسب لتقديم النصيحة لهذه الأخت، لأن هذا الأمر من الأهمية بمكان، وهو أمر لا يحتمل الانتظار، ونحن ندعوك إلى الدخول إلى حياتها، والاقتراب منها، ومشاركتها في اهتماماتها، وإظهار الثناء على إيجابياتها، وشغلها بالمفيد، والتعرف على صديقاتها أيضا والحديث الذي يدور بينهن، حتى ولو اخترت أن ترحبي بهن في البيت، أو تشاركيها في بعض الجلسات، من أجل أن تتعرفي على الأمور التي تدور هناك، فكثير من البنات صالحات أو قد تكون البنات مظهرهن الصلاح لكن هناك ممارسات خاصة.

ومثل هذه الممارسة الخاطئة أيضا، خاصة ممارسة العادة السرية، لست أدري كيف تعرفت عليها؟ لكن لا بد من نصحها في هذا السبيل، ولو كان ذلك على سبيل القصص وإيراد قصص بنات يتهاون في هذه المسألة فكان شأنهن الندامة والشر المستطير –عياذا بالله–، لأن الشيطان الذي يدفع الفتاة لهذه الممارسة هو الشيطان الذي سيأتي غدا يخيفها بأنها فقدت عذريتها، وأنها ينبغي أن تتهرب من الأزواج، وأنها وأنها، وهذا يمر علينا كثيرا، ولهذا ينبغي معالجة هذه الأمور، ولكن بهدوء وحكمة وحنكة، بغلاف من الحب والرعاية والقرب والاهتمام.

نسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الشقيقة، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

وفي انتظار التفاصيل بما حصل حتى نتمكن من التعاون جميعا في الإصلاح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات