السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الإمساك منذ 9 أشهر تقريبا، وكنت مهملا إلى أن أصبحت تأتيني البواسير بعد التبرز لمدة ساعات قليلة وتختفي، ومنذ فترة بدأت بالإكثار من أكل الألياف والابتعاد، والتقليل من الأغذية التي لا تحتوي على ألياف قدر الإمكان، ولكن للأسف الإمساك لم يزل، والبواسير بدأت تظهر لأيام، وأنا أتأذى منها وبشدة، هل من المحتمل أن أكون مصابا بالقولون العصبي؟ أو أي مرض آخر؟ لأني لم أستطع التخلص من الإمساك نهائيا!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الحمية التي تتبعها للإمساك جيدة، والنصيحة بالاستمرار عليها، مع الإكثار من شرب السوائل، وخاصة عصير الفواكه الطازجة، ولكن يبدو أن البواسير أيضا تؤثر معك في زيادة الأعراض؛ لأن الألم أثناء التبرز يخفف من الخروج للحمام مما قد يزيد من حالة الإمساك.
هذه لمحة موجزة عن البواسير أرجو منك اتباع التعليمات، وعند عدم التحسن لا بد للمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الباطنية لدراسة حالة الإمساك، وكذلك استشارة طبيب جراحة من أجل موضوع البواسير.
البواسير: هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.
البواسير من الأمراض الشائعة جدا، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.
أسباب الإصابة:
- الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.
- وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.
- الإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف، أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم، وتنتفخ ما يؤدي أيضا إلى البواسير.
- وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.
الأعراض، وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير:
- حكة شرجية، وألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز.
- الشعور بكتلة عند فتحة الشرج.
وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.
أنواع البواسير:
البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج.
ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفا دمويا.
البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادة غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:
- درجة أولى: تبقى في المستقيم.
- درجة ثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تعود عفويا.
- درجة ثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب ردا بالإصبع.
- درجة رابعة: تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.
علاج البواسير:
1- مغاطس الماء الدافئة: بمعدل 2-3 مغطس يوميا، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.
2- حمية عالية الألياف لمكافحة الإمساك تكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
3- شرب السوائل بكثرة لمكافحة الإمساك أيضا، وخاصة عصير الفواكه.
4- تنظيم وقت التبرز يوميا.
5- الرياضة الخفيفة، وخصوصا المشي 20 - 30 دقيقة يوميا إن أمكن.
6- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل:
1- مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل: الليدوكائين.
2- مراهم تحتوي على الكورتيزون.
3- مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.
وعند المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة مثل: الربط أو الكي، أو باستئصال البواسير.
والله الموفق.