كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي وأتعامل مع أدويته؟

0 289

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على الجهد الذي تبذلونه في هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي هي: الرهاب الاجتماعي، فأنا ومنذ سنين عديدة أخشى أن أكلم الناس، وأتلعثم كثيرا عندما أكلمهم، فأصبحت أخجل حتى من صوتي، لدرجة أني أصبحت قليل الكلام، ومن شدة رهبتي من اللقاءات الاجتماعية، وشدة خجلي وارتباكي أصبحت أشعر بفقدان الكلام، وكأنه لا يوجد بداخلي أي كلام، فقط أريد أن أهرب من مواجهة الناس.

إذا اضطررت وجلست معهم أبقى ساكتا طول الوقت، مما يجعلني أشعر بخجل إضافي، وعدم راحتي، أشعر بأني ضعيف الشخصية أمام أي أحد.

لقد أرسلت فيما مضى استشارات إلى موقعكم فهو الذي أشعر بأنه متنفسي وراحتي لما تقدمونه جزاكم الله خيرا.

قد وصفتم لي علاج الزولفت، وتناولته بانتظام لمدة ستة أشهر، ولم أر أي تحسن يذكر، وانتقلت إلى علاج الزيروكسات بواقع حبة 20غم لمدة أربعة أشهر، وفي هذه الأيام تنتهي الأربعة الأشهر وأجد تحسنا بنسبة30 إلى40 بالمائة.

هل أستمر أو أزيد الجرعة أو أغير العلاج إلى غيره؟ علما أن سعره باهض الثمن بالنسبة لي، والتحسن الذي شعرت به من الزيروكسات هو عبارة عن راحة أحسستها في داخلي، وشيء من القوة ولكن لم أشعر بوجود كلام في داخلي، ولم أستطيع أن أعبر عن رأيي أمام الناس.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي يتطلب أن يفهم الإنسان حقيقته، والجزئية الضرورية جدا في هذا الشأن أن الرهاب الاجتماعي هو تجربة شخصية، فما يحدث لك من شعور بالرهبة والخجل، وتصورك أنك ترتبك أمام الآخرين، وتشعر بفقدان الكلام، هذه المشاعر مشاعر مبالغ فيها تماما، ليست كلها صحيحة، وإن وجد منها شيء فهو بدرجة بسيطة جدا.

ركز على هذا المفهوم؛ لأنه سوف يساعدك كثيرا؛ لأنه سوف ينزع منك الشعور بأنك مراقب من قبل الآخرين، أو أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف حين تكون في جمع من الناس، ركز على هذا المفهوم.

المفهوم الآخر هو: يجب أن تدرك نفسك وتدرك ذاتك ومقدرتك، فأنت لست أقل من الآخرين في أي شيء، ركز أيضا على هذا المفهوم.

ثالثا: الإكثار من التواصل الاجتماعي يعتبر ضروريا، والعلاج الدوائي وحده لا يفيد، وحتى إن أفاد سوف ينتكس الإنسان بعد أن يتوقف من الدواء إذا لم يطور من مهاراته الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية يكون قائما على النقاط الثلاث التي ذكرناها.

في ذات الوقت تأتي التطبيقات، التطبيقات تشمل: الإكثار من زيارة الأرحام، زيارة المرضى في المستشفيات، مشاركة الناس في جميع مناسباتهم، الصلاة مع الجماعة، ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية الخاصة بالتواصل اليومي في الحياة، وذلك بأن تحي الناس بأحسن تحية، وأن تعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، هذا كله مهم وضروري جدا بالرغم من بساطته.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الزيروكسات من الأدوية الممتازة، وكذلك الزولفت، استجابتك للزيروكسات نعتبرها ممتازة، نسبة ثلاثين إلى أربعين بالمائة مع جرعة حبة واحدة فهي استجابة ممتازة جدا من وجهة نظري؛ لأن الجرعة المطلوبة قد تصل إلى أربعين أو حتى ستين مليجراما في اليوم.

أخي الكريم: إن استطعت أن ترفع الجرعة إلى أربعين مليجراما يوميا على الأقل لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفضها إلى عشرين مليجراما – وهي حبة واحدة – يوميا لمدة ستة أشهر أخرى، أعتقد أن هذا سوف يكون وضعا جيدا، وبعد أن تكمل الستة أشهر تخفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، حيث أننا لا نفضل التوقف المفاجئ عن الدواء.

أما إذا كانت إمكاناتك لا تسمح بشراء الزيروكسات فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وتوجد عينات تجارية – أي أنواع تجارية – من الزيروكسات، وهذه سعرها أرخص كثيرا، وأنا متأكد أنها موجودة في العراق، والدواء يسمى علميا باسم (باروكستين)، إذا يمكن أن تسير في هذا المنحى إن أمكن.

إن لم تستطع الحصول على مستحضر تجاري ففي هذه الحالة أقول لك: يمكن أن تضيف عقار (تفرانيل) والذي يعرف علميا باسم (إمبرامين) تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا مع الزيروكسات لمدة ستة أشهر (مثلا)، هو أيضا دواء داعم، وهو قليل التكلفة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات