السؤال
السلام عليكم
أعاني دائما من اكتئاب شديد، لدرجة أني أريد الموت لكي أتخلص منه، وأعاني من قلة النوم والأرق ليلا، ولدي صداع دائم، واكتشفت أن سبب الصداع الضغط المنخفض.
هل السبب في ذلك الاكتئاب؟ أريد علاجا يحسن حالتي.
السلام عليكم
أعاني دائما من اكتئاب شديد، لدرجة أني أريد الموت لكي أتخلص منه، وأعاني من قلة النوم والأرق ليلا، ولدي صداع دائم، واكتشفت أن سبب الصداع الضغط المنخفض.
هل السبب في ذلك الاكتئاب؟ أريد علاجا يحسن حالتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hager حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
انخفاض الضغط قد يؤدي فعلا إلى صداع وعدم شعور بالحيوية، إذا كان انخفاض الضغط ناتجا عن أسباب طبيعية، يعني أصلا ضغطك في الجانب المنخفض، فهذا لا يعتبر مرضا أبدا، والجسم بطبيعته حباه الله تعالى بالآليات التي تتواءم مع وضعه.
كل الذي تحتاجينه هو: أن تتناولي أطعمة مملحة، أي أن يكون ملح الطعام فيها مرتفعا نسبيا، وأن تكوني حذرة حين تغيري موقعك من الجلوس إلى القيام، يجب أن تقومي بحذر، وحتى حين تستيقظين من النوم اجلسي على حافة السرير لعدة ثوان، ثم بعد ذلك انهضي، هذا نوع من الملاحظات البسيطة جدا لكنها مهمة.
أما فيما يخص موضوع الاكتئاب: الاكتئاب يعالج، وأنا لا أريدك أن تصفيه اكتئابا شديدا، ربما يكون لديك نوع من عسر المزاج، عدم القدرة على التكيف والتواؤم، وهذا لا نصفه بالاكتئاب الشديد، وأنا (حقيقة) لا أريد الناس أن يستعجلوا في تشخيص حالتهم؛ لأن ذلك في حد ذاته يعتبر علة مرضية معطلة جدا للناس.
من الأفضل أن يتم تقييم حالتك بواسطة الطبيب المختص، هذا أفضل كثيرا، فإن استطعت أن تقابلي طبيبا نفسيا مرة أو مرتين هذا سوف يكون كافيا جدا، سوف يتدارس معك أعراضك بكل تفاصيلها، بعد ذلك تطبق المعايير التشخيصية، ويعطيك الطبيب المسمى الحقيقي لحالتك.
لا أريدك أبدا أن تقفزي وتقولي: (إني مصابة باكتئاب شديد وأريد الموت) المسلم لا يتمنى الموت - أيها الفاضلة الكريمة – فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، وإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
هذا أمر مرفوض تماما، أنت لديك أشياء جميلة في حياتك، وقتل النفس قطعا هو من أكبر الكبائر، الإنسان لا يتمنى الموت أبدا ولا يسعى في تحقيقه، قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} فأحسني إلى نفسك بألا تفكري في الأمر مطلقا، ويجب أن تنظري للحياة بإيجابية، كوني منفتحة على ذاتك، ساهمي في إسعاد نفسك وأسرتك، اجعلي لنفسك هدفا في هذه الحياة.
موضوع اضطرابات النوم: قد يكون بالفعل مصاحبا للاكتئاب النفسي، لكن هذا يعالج، الأدوية المضادة للاكتئاب فيها مجموعة كبيرة جدا تحسن النوم بصورة ممتازة، مثلا: عقار (ميرتازبين) دواء فاعل، ودواء ممتاز، تناوليه بجرعة نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم حبة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.
هذا من الأدوية الرائعة الجميلة التي تحسن النوم وتزيل الاكتئاب.
أيتها الفاضلة الكريمة: الحلول كثيرة وكثيرة جدا، كوني أكثر تفاؤلا، واذهبي وقابلي الطبيب، وسل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن يعافيك، وأن يتولاك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.