هل الخجل من الكلام مع الفتيات مذموم؟

0 370

السؤال

أنا أخجل كثيرا من البنات, رأيت فتاة في المدرسة، وأعجبتني كثيرا, ولم أستطع أن أكلمها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا الذي نسميه حياء وليس خجلا، فإن الجانب المشرق هو الحياء، والجانب المظلم هو الخجل، والحياء تاج وهو خلق الإسلام، والرجل بحاجة إليه، لكنه في المرأة أجمل، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، وما حصل منك هو الفطرة وهو الصواب، والإنسان إذا وجد فتاة تعجبه ومال إليها فليس الصواب أن يكلمها، ولكن الصواب أن يرسل أخته أو عمته أو خالته لتتعرف على أسرتها، وليتقدم لها رسميا.

ونحن نريد أن نقول: غيرة الرجل ينبغي أن تمنعه من مكالمة الفتيات والحديث معهن؛ لأن هذا أيضا يعطي انطباعا غير جيد إذا تكلم الرجل مع كل فتاة، ولذلك ما يحصل منك هو الفطرة، وهو المفروض من الناحية الشرعية ومن الناحية الأدبية.

الإسلام لا يقبل أي علاقة في الخفاء، ولا يقبل أي علاقة هدفها غير الزواج، ولا يقبل أي علاقة لا يشهد عليها الناس بحيث تكون خطبة شرعية عبر مجيء البيوت من أبوابها، وما يحصل من الشباب من التعارف والضحكات والكلام و...و... هذا كله لا يقبل من الناحية الشرعية، وهو خصم على سعادتهم الأسرية، حتى ولو حصل الزواج فإن التوسع في هذه المكالمات والتوسع في الضحكات والتوسع في المراسلات، كل هذا خصم على حياة الشباب الأسرية والزوجية إذا حصل الزواج وحصل الارتباط.

ولذلك نحن نشكر لك هذه الروح، ونحي فيك هذا الجانب، أما بعد أن تصبح زوجة فإن المطلوب هو أن يكون صريحا معها، أن يعبر لها عن مشاعره، أن تعبر له عن مشاعرها، فالمرأة العفيفة شديدة الحياء مع الآخرين، لكنها شديدة الصراحة والوضوح مع زوجها، وكذلك الرجل، فمن الذي يستطيع أن يتكلم ويعبر عن مشاعره ويعلن مشاعره ويقترب منها ويقبلها ويضاحكها، هذه للزوجة، لكن متى يحصل هذا؟ عندما تتم هذه المراسيم وتصبح زوجة له.

ولكن إذا وجد الإنسان ميلا إلى فتاة فإنه يطرق الأبواب الصحيحة، ويأتي البيوت من أبوابها، وهذا فيه مصلحة للشاب ومصلحة للفتاة؛ لأن هذا دليل على كرم أخلاقه، ودليل على عفته، والفتاة أيضا نحن ننصح الفتيات إذا لاحظت شابا يقبل عليها أو يميل إليها أو يحاول أن يكلمها فإنها ينبغي أن تقول: (عمي فلان وخالي فلان ومسكننا في المكان الفلاني، إذا كان لك رغبة فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها) وهذا معنى لطيف جدا.

الجاهلة تقدم تنازلات، وتتبرج له، وتضحك له، وهذا وإن تزوجها يأتي الشيطان الذي جمعهم على المخالفة يقول له: (كيف تضمنها وقد ضحكت لك؟) ويقول لها: (كيف تضمنيه وقد كلمك دون أن يكون هناك علاقة شرعية؟ ما المانع أنه الآن يكلم فتيات أخريات؟) ويقول له: (ما المانع أن لها علاقة بآخرين) الشيطان الذي يجمع الشباب على المعصية في الكافتيريات وفي الشواطئ وفي مقاصف المدرسة والجامعية هو الشيطان الذي يأتي ليفرق بينهم إذا حصل بينهم زواج، هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك في هذه الأسرة.

نريد أن نقول: الإسلام يتيح للشباب أن يتعارفوا لكن تحت ضوء الشمس أمام نظر الناس، بضوابط وقواعد شرعية، ليس فيها خلوة، ليس فيها تبرج، ليس فيها تنازلات، ليس فيها مخالفات، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكن من حقه أن يزورها، أن يناقشها، في حضور محرم من محارمها، أو في صالة بيتها والناس يغدوا ويروحوا، يجلس يتفاهم معها في موعد الزواج، الأشياء التي تحبها، عن دراستها، عن مستقبلهم... هذا كله لا مانع منه، ولكن تحت سمع الأهل وبصرهم، وهذا معنى من الأهمية بمكان.

ونشكر لك هذه الاستشارة، ونسأل الله أن يزيدك حياء وحرصا وخيرا، هو ولي ذلك والقادر عليه، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير، كما قال النبي -عليه صلاة ربي وسلامه-.

مواد ذات صلة

الاستشارات