لدي إحباط ومستواي الدراسي متدهور، فماذا أفعل؟

0 40

السؤال

السلام عليكم

أدرس في السنة الأولى كلية الحقوق، منذ السادسة من عمري وتحديدا وأنا في الصف الأول الابتدائي، كنت أمهر طالب في فصلي، دائما أكون الأول في الامتحانات، والأساتذة والمدرسون يشكرونني ويقولون إني ممتاز، وأذاكر بشكل ممتاز، كنت الأول ليس على المدرسة فحسب، بل على مدينتي كلها.

وبعد أن دخلت الثانوية (صف أول ثانوي)، ومنذ ساعتها وأنا من فشل إلى فشل، ومن سيئ لأسوأ، ولا أعرف السبب!

في أول ثانوي نجحت بصعوبة، وكنت سأسقط في مادة، وأخذت درجة الرأفة، ونجحت، وفي ثاني ثانوي كان معدلي 52%، وفي ثالث ثانوي كان 60% بعدما ذاكرت، ولذلك دخلت كلية الحقوق التي لا أحبها، مع أني كنت أتمنى منذ صغري دخول كلية الهندسة أو الإعلام، أو الاقتصاد، أو العلوم السياسية.

بقي شهر على الاختبار، ولم أدرس أي كلمة في كلية الحقوق، أنا محبط ويائس، وليس عندي أمل في أي شيء، وكاره للدراسة والكتب الدراسية.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

ليس غريبا أن يبدأ الطالب في طريق، ومن ثم يجد نفسه في مرحلة المراهقة والشباب في طريق آخر! سواء في موضوع السلوك والحالة النفسية، أو العلاقة مع الناس من حوله، أو في موضوع الدراسة والتعلم، وهذا ما حصل معك.

ولكن ليست هذه نهاية الطريق، ومهما حصل في الماضي فيمكنك أن تبدأ من جديد، وإن كان هذا الكلام ليس كله محمولا على الحقيقة، فأنت الآن امتداد لما كنت عليه في الماضي، والعادة إذا كنت قد أحسنت العمل والنتائج في الماضي، فالأصل أنك ستستطيع هذا مجددا.

مما لا شك فيه أن ما وصلت إليه من الحالة النفسية من "اللامبالاة" وقلة الرغبة في الدراسة، وقلة الانجذاب للكتب وغيرها، هذه الأمور كلها هي نتيجة لمقدمات أوصلتك لما أنت عليه.

يا ترى ما هي الأمور التي دخلت في حياتك، سواء في حياتك الخاصة أو الأسرية أو الاجتماعية؛ مما جعلك تخرج عن الطريق الذي كنت عليه؟!

أنت لم تشر في سؤالك لمثل هذه الأمور، فالعادة أنه لا تحصل الأشياء من دون أسباب ومسببات، فكر قليلا في ما يصرفك عن الدراسة والعمل والجد والاهتمام والتركيز، وحاول أن تقلل أو توقف هذه الأمور التي تصرفك عن تحقيق ما تطمح إليه.

طبعا ليس هناك وصفة سحرية لمن يريد النجاح، وليس هناك من سبيل إلا الدراسة والجد والعمل والسهر.

يفيدك أن تحدد أولوياتك، وما تريد عمله خلال هذا الأسبوع، وليس في الحياة بشكل عام، ابتعد قدر الإمكان عن الأسئلة الفلسفية الكبيرة عن أهداف الحياة والطموحات، وركز على الأمر الذي بين يديك.

أنت الآن على وشك نهاية السنة الأولى في الحقوق، وبالرغم من قلة رغبتك في هذا القسم، فهو ربما العصفور الذي بين يديك، فعليك به، فالطلبة الآخرون في الصف معك ليسوا بأفضل منك كثيرا، وربما وبعد أن تجتاز اختبار السنة الأولى، يمكنك إن أحببت أن تعيد النظر في أي دراسة تريد، ولكن ليس الآن، فربما هذا مجرد هروب من الواجب والمسؤولية.

وإذا قررت أن تترك هذا القسم الآن، فهذا خيارك وحياتك، ولكن ربما يفيد وقبل اتخاذ القرار أن تناقش الموضوع مع أحد المشرفين على تقدم الطلاب في قسم الجامعة، وما خاب من استشار.

وفقك الله، وألهمك صواب الرأي والقول والعمل، وجعلك من المتفوقين كما كنت.

مواد ذات صلة

الاستشارات