ما هو التوحد وما أعراضه؟ وكيف يصاب الإنسان بالتوحد؟

0 479

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز -جزاكم الله خيرا على إجاباتكم الرائعة والمريحة، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أخي العزيز: أنا شخص كتوم، لا أحب أن يعلم أحد بهمومي ومشاكلي، وأحب الوحدة والبعد عن الناس، والجلوس مع نفسي، مع أنني إذا جلست معهم لا أسكت، ولا أمل من التكلم معهم والمزح.

وازداد حبي للوحدة بعد المشكلة التي تكلمت عنها في الاستشارة رقم: 2188281 ، وبدأت أجلس وحيدا أستمع للقرآن، أو أناشيد حزينة، وأتذكر الماضي، أو ما يحصل معي في نفس اليوم من أمور محزنة حصلت معي، وأبكي على نفسي.

ومنذ فترة سمعت عن التوحد، أنه شخص يجلس وحيدا، ويقضي وقته بالبكاء فشككت بالأمر!

فسؤالي هو : ما هو التوحد؟ وما أعراضه؟ وكيف يصاب الإنسان بالتوحد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdulrahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك أن حالتك لا علاقة لها ابالتوحد أبدا، فالتوحد – أو ما يعرف بالذواتية – علة نادرة الحدوث، وهي تصيب الأطفال، وتشخص بعد أن يصل عمر الطفل إلى ثلاثين شهرا، والتوحد هو طيف متسع من الأعراض، فيه ما هو بسيط، وفيه ما هو شديد، وتتميز هذه العلة بأن الطفل يفتقد القدرة على التواصل والتفاعل الوجداني الاجتماعي، فهو يعامل الناس كالأشياء، ويكون له عالمه الخاص به، ولا تتطور اللغة عنده، وسبعين بالمائة من هؤلاء الأطفال لديهم محدودية في مقدراتهم المعرفية – أي أنهم قليلو الإدراك والاستيعاب -.

وهنالك أعراض جانبية أخرى كثيرة مثل كثرة الحركة، الصراخ المتكرر، والتوحد علة مزعجة جدا، وإن كان في السنوات الأخيرة أصبحت هنالك وسائل علاجية تأهيلية تفيد بعض هؤلاء الأطفال.

لا أحد يعرف لماذا يصاب الإنسان بالتوحد، هنالك عدة نظريات أهمها النظرية الجينية.

حالتك - أيها الفاضل الكريم – لا علاقة لها بهذا التشخيص، ولا أريدك أن تحمل هذا الهم أبدا، أعتقد أن مشكلتك الرئيسية هي أنك تحتاج لأن تتفهم مشاعرك بصورة أكثر إيجابية، وكذلك تدرك وتتفهم مشاعر الآخرين، وتتعامل معها بوعي وذكاء، واعرف أن الحاجات الإنسانية للإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أو ما نسميه بـ (الحاجات الأساسية) الإنسان يحتاج للتواصل الاجتماعي، يحتاج للأمان، ويحتاج لإشباع غرائزه.

فإذا التواصل الاجتماعي هو أمر أصيل وأكيد في السلوك الإنساني، ليس هنالك ما يحرمك أبدا من أن تتواصل، ابدأ بتطبيقات عملية، دائما التطبيق العملي يطغى على المشاعر السلبية، ويجعل الإنسان يحس بارتياح ومردود إيجابي، التطبيقات العملية تتمثل في ممارسة الرياضة الجماعية، الصلاة مع الجماعة، حضور الأنشطة المختلفة، زيارة الأصدقاء، زيارة المرضى في المستشفيات، (وهكذا) من خلال مثل هذه الأنشطة الخيرة تستطيع أن تستوعب ذاتك بصورة أكثر إيجابية، وتزيد من معدل تواصلك الاجتماعي.

الإنسان يجب ألا يعيش منفردا؛ لأن الله تعالى خلق الإنسان اجتماعيا، وكرمه بتواصله الاجتماعي .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات